كلما أدركت معضلة الأهلي ازداد بحثي في علم مكنوناتها وجوهرها، وكلما تعمق علمي بها تعددت أسئلتي حولها وتشعبت. معضلة الأهلي من سطح جهالاتها إلى أعماقها لا زالت معقدة، ومن الأسئلة البسيطة حولها إلى الأسئلة المركبة استمرت، ولكن بلا حل. وأمام المعضلة والأسئلة لم أعد أعرف لماذا الأهلاويون يلجأون في كل عام إلى (تصغير) كيانهم، ولن أقول التحجيم، لأن الملاحظ بين التصغير والتحجيم هناك نجوم امتلكوا رمز البطولة في هذا الجانب. ولت أيام الزمن الجميل في الأهلي وانحلت قوته، فبعدما كان (تاريخاً) تحيطه التهاني تحول اليوم إلى (جثة) تستوجب العزاء. الملهوف يتعلق بحبال الهواء، وهذا هو حال الأهلاويين يتطلعون إلى أي طارئ ويأملون منه خيرا ينعكس إيجابا على واقع فريقهم المأزوم. هل هو قدر قاس على الأهلي وجمهوره أم أنه عصر كارثة يضرب أركانه ويهز جدرانه ويدمي قلوب عشاقه. أسئلة تتوالى وجدة التي انشطرت نصفين نصف للفرح ونصف للأحزان لم تعد تعرف من هذا الكيان العملاق سوى (موظف) يتربع على كرسي رئاسته وأنصاف لاعبين أقفلوا (فتحة) الانفراج وختموا عليها بالشمع الأحمر. الاتحاد يقارع على كأس آسيا والأهلي يخسر من الفتح وينهزم من نجران ولا يملك حتى مقدرة الفوز على رديف الوحدة. هنا الفارق بين من يعمل ويدعم وبين من يكتفي بملاحقة أفراح الآخرين فيما بين الحالتين تبقى عودة سفير الوطن وقلعة الكؤوس والراقي والأمبراطور مرهونة بعودة من يملك المال ويمتلك الفكر الذي يصنع البطولات. انظروا فيما يحدث في الهلال والشباب والاتحاد، ففي الهلال صفقة لاعب محترف تفوق ميزانية الأهلي وصفقة لاعب محلي في الشباب والاتحاد توازي هذه الموازنة عشرات المرات. ولكي أكمل الحديث عن ملف أتعبنا وأنهك جماهيره أقول الحل في رئيس يحمل (الكاش) ولاعب يملك الولاء وعضو شرف يدفع الملايين وجماعة تتحمل القرار، كما هو في زمن آخر نعيشه بنظرة مختلفة، وعلى الأهلاويين مواكبته، أما قضية استمرار فلسفة زمن (الأسود والأبيض) فلم يعد لها موقع من الإعراب، لأنها في فهم الواعي ماتت بموت مرحلة الانغلاق التي باتت اليوم مجرد ذكريات لا تستهوي عقولنا لا سيما إذا ما كان البديل لها واقع مناخ متحضر ميز الشباب الهلال والاتحاد، إلى درجة أصبح معها هذا الثالوث القريب الأقرب لكل البطولات. هذا هو الحل، أما المسكنات فلن تجدي منفعة ولن تجلب بطولة وسيبقى الحال كما هو عليه مكتوبا أمام جماهير أدماها الانتظار، وتحت عبارة “ما عندك أحد”. أنصفني زميلي العزيز عبدالملك المالكي في وقت هناك من لا زال ينظر إلى أنصاف المبدعين وكأنه (جريمة). فشكراً زميلي عبدالملك وشكرا لريشة القلم التي تحملها. أما على نقيض ما تحدث به عبدالملك لا أدري إن كان زميلنا أحمد العلولا استوعب ما تحدث به في (مساء الرياضية) عن العنقري أم أنه فقط اتخذ مبدأ الدفاع عن شخص وليس قضية. أخي أحمد على مدى عشرين عاما لي مع الصحافة الرياضية.. لم أتجنَ على الأشخاص، وإذا ما انتقدت فالنقد للعمل وتجاه العمل.. دمت لأخيك. وأخيرا كل البوادر تقول الكأس اتحادية غدا، وإن فعلها عريس جدة ونادي الوطن فهو دوما لها.. وسلامتكم.