جاء إعلان فريق عمل تطوير المنتخبات الكروية السعودية \"الإداري، والفني\"، وخطة العمل المصاحبة، ليعطينا الأمل في أننا بدأنا نلامس مكمن الخلل في كرتنا. ولاشك أن اختيار الفرنسي، جيرارد هوليه ليرأس الجانب الفني في فريق العمل، والإنجليزي ريك بيري ليترأس الجانب الإداري، لما لهما من تجارب ونجاحات كبيرة، يؤكد وضوح العمل للمرحلة المقبلة. لكن من المهم جداً، إن أردنا أن نطبق التجربة الفرنسية والإنجليزية، أن نمنح هذين الخبيرين كامل الصلاحيات، وأن ندعم أفكارهما، طالما أن هدفنا التخطيط والتطوير. هذا التحول الذي اعتمده الرئيس العام، ورفعه نائبه، يستحق التقدير والإشادة، لما تضمنه من تنظيم وأهداف، وتحديد أدوار، وتوزيع مهام، واستعانة بخبرات محلية، وهذا يجعلنا نتطلع لتحقيق قفزات طموحة خلال السنوات المقبلة. قلت غير مرة إن عدم تأهلنا لمونديال 2010، كان حدثاً غير سار، لكنه كان متوقعاً، رغم سهولة التصفيات الآسيوية، مقارنة بإفريقيا. شخصياً أرى توقيت الإعلان عن هوية فريق عمل تطوير المنتخبات مناسباً جداً، كما أن منح هذا الفريق الوقت المطلوب لتجميع البيانات والمعلومات، يدخل في رغبة تحقيق الأهداف المرجوة والمأمولة. وقد استوقفتني بعض العبارات الجميلة في تصريح نائب الرئيس العام، رئيس فريق عمل التطوير، ومنها \"وضع تصور لإيجاد معايير ومقاييس خاصة بالأداء والمقارنة والتصحيح المستمر من خلال التركيز على طريقة إعداد اللاعب وانضباطه\". وهنا يؤكد سموه \"تم البحث في التجارب العالمية المشابهة، وتبين ضرورة مراجعة إستراتيجية كرة القدم السعودية، إلى جانب أن يكون اللاعب السعودي محور الأساس في عملية البناء، ودراسة أنسب الطرق لزيادة التأثير الإيجابي للمسابقات على المنتخبات الوطنية، وتصنيف اللاعبين\". وحتى يكون الهدف واضحاً، فقد كنت أتمنى لو أسند تدريب المنتخب في الفترة الحالية لأحد المدربين الوطنيين، والبحث عن مدرب عالمي يقود المنتخب إلى نهائيات المونديال بعد المقبل، وفق آليات عمل طويلة المدى، تتطلب تغيير جلد المنتخب..! ذلك أن تجميع المنتخب في أيام الفيفا، خطوة جيدة، ولكن المنهجية التي يسير عليها المدرب الحالي، البرتغالي بيسيرو لاتخدم الرؤية العامة، ويتضح ذلك من خلال القائمة الأخيرة التي تم الإعلان عنها. وقد لاحظت وجود أسماء للاعبين لم يشاركوا مع فرقهم منذ انطلاق الدوري، وبعضهم تفكر أنديتهم في إعارتهم إلى أندية أخرى، وهذا يحتاج تفسيراً، فأين رآهم بيسيرو، وكيف قاده فكره التدريبي للاستعانة بهم؟. أن يلعب الأهلي ويخسر، فهذا لا اعتراض عليه، لكن أن يظهر بمستوى متواضع وهزيل، ويخسر من فرق تعد من أحفاده في التاريخ، فهنا تتجه إشارات الاتهام للاعبين، ثم اللاعبين، ثم اللاعبين، حتى كانو، وسباستيان، ضاعا في الزحمة! حتى الفوز بلقب أفضل فريق في إحدى الجولات من دوري زين للمحترفين، بات أمراً عصي المنال على لاعبي الأهلي، ويحسب للاعبي الأهلي أنهم الفريق الذي يتصدق بنقاطه على الفرق الصغيرة، وهذا كرم كبير. قبل أن تنتقدوا عبدالعزيز العنقري، والأمير فهد بن خالد، عودوا إلى التاريخ القريب وفتشوا في أوراقكم القديمة، لتعرفوا ماذا فعلتم أنتم في الأهلي، ولا حاجة لأن نفتح الملفات يا أصحاب السعادة..!