عندما «يتفلسف» شخص مفلس أكل الدهر على أفكاره وشرب، ويؤخذ بآرائه، ويقوم زميله «المنتهي» بمحاولة تصحيح أخطاء غيره، وهو في الأصل كله أخطاء، حينها لا يمكننا توقع نجاح باهر لمشروع فيه مثل تلك العينات، وهو ما ينطبق على ثنائي تواجد في لجنة تطوير منتخباتنا، على اعتبار أنهما صاحبا خبرة سابقة وقادران على عمل نقلة كبيرة في كرتنا المحلية. .. الخبير الأول الفرنسي جيرارد هولييه، حقق نجاحات باهرة سابقا، ولكن لا يمكن أن ننسى أنه «حاليا» يتخبط مع فريق آستون فيلا الذي يدربه، إضافة إلى فشله في كسب حب اللاعبين والجماهير التي تطالب بشكل مستمر بإقالته، وتصفه أيضا ب «المفلس». هولييه لم يكن فشله مع الفيلا الأول من نوعه، بل هو شريك في النكسة الكبيرة التي يعيشها المنتخب الفرنسي، وكان له يد في الإبقاء على المدرب السابق دومنيك الذي أقيل بعد فوات الأوان، وبعد أن جعل الجميع يشاهد «الديك» الفرنسي يخرج مذلولا في نهائيات كأس العالم الأخيرة، وقبلها كأس أمم أوروبا 2008. وفي كل الأحوال فإن مسلسل الفشل المتواصل لهولييه الذي لم يعد لديه ما يقدمه، يدل على أن أفكاره وإن نجحت في فترة من الفترات، فإنها لم تعد تتناسب مع تطورات الكرة، لأنه لم «يحدّث» عقليته، فدفع المنتخب الفرنسي ثمن ذلك ومن بعده آستون فيلا، ومنتخبنا كان آخر الضحايا. .. الخبير الثاني، هو الإنجليزي «ريك باري»، وهو الآخر جاء لنستفيد من خبراته، علما بأن آخر مهمة تسلمها كانت مديرا تنفيذيا في نادي ليفربول و «طرد» منه بأمر من «المدرب» حينها رافائيل بينيتز، لتدخله في ما لا يعنيه، وانعكاس قراراته سلبيا على الفريق. وحين يتم التعاقد مع شخص، طرد شر طردة من ناديه، ماذا بإمكاننا أن ننتظر منه؟ باري «كان» في وقت ما إداريا ناجحا وصاحب أفكار مميزة، ولكن ليس بالضرورة أن من ينجح في مهام تسلمها قبل أكثر من عشرة أعوام، أن ينجح فيها مرة أخرى. .. ختاما هولييه وباري واصلا مسلسل إخفاقاتهما الأخيرة مع المنتخب بعد أن كانت أفكارهما سببا في الإبقاء على بيسيرو «زميلهما في الإفلاس»، والآن وطالما أننا نتفق على أنه لا عيب في الخطأ حتى وإن كان مكلفا، علينا الاستفادة من الدرس وأن نجلب خبراء لديهم أفكار جديدة إن احتجنا إلى ذلك، وإلا فإن الكثير من خبرائنا المحليين بإمكانهم تقديم خطط تفيد المنتخب مستقبلا، وما زالوا ينتظرون الفرصة.