اكاد اجزم بأن معظم متطلبات وزارة الصحة يتم تأمين بنودها بصورة مرضية ولكن يظهر أن هنالك اختلال واختراق للتبادل بين البنود، مما يتيح الفرصة لتغطية بند غير مهم على حساب بند او بنود مهمة، لذلك تتوالد السلبيات، وتكون في الغالب على حساب المرضى ولا أدل على ذلك أن اثاث أي إدارة صحية سواء في الشؤون الصحية او المستشفيات يفوق كثيرا أقسام المرضى والعيادات والطوارئ، بل يشاهد التجديد الدائم للأثاث المكتبي والذي يشكل الرجيع من خلاله عبئاً كبيراً على المستودعات، فنحن لم نسمع يوما إن إدارة صحية عطلت اجهزة التكييف فيها او تعاني من نقص تأثيث، لكن عن المستشفيات والمرضى حدث ولا حرج، وحتى لا أغدو بعيدا تعالوا نتبصر هذا الخبر حيث تناولت الصحف الأسبوع الماضي خبراً أرى حقاً انه مخجل بحق وزاره بحجم وزارة الصحة، حيث تضمن الخبر احتجاز احد المغاسل بمحافظة الليث شراشف وأغطية أسرة اثنا عشر مركزاً صحياً وذلك كردة فعل على عجز إدارة الشؤون الصحية بالمحافظة بسداد مستحقات تلك المغسلة ولم يغب عن المصدر التأكيد على أن المراكز أصبحت تعاني نقصاً حاداً في توفير الشراشف والملاءات للأسرة نتيجة عدم توفر اعتمادات مالية. وختم المصدر ذلك الخبر بالإفادة بأن الشؤون الصحية تتسول الآن في انتظار تبرع فاعل خير حتى يتم الإفراج عنها. الحقيقة التي نستنتجها من ثنايا هذا الخبر أنه مهما كان فلن تكن المبالغ المطالب بها من قبل المغسلة تلك المبالغ التي تعرقل تسليم تلك الشراشف للمراكز الصحية رغم أهميتها في فترة كثرت فيها الأوبئة والأمراض الفتاكة ك (أنفلونزا الخنازير). ففي الوقت الذي تسعى فيه الوزارة وجميع الجهات المعنية إلى اخذ الحيطة والحذر وتوفر النظافة بمعدلات عالية تجنب البلاد والعباد خطر تلك الأمراض، نجد أن الشؤون الصحية بمحافظة الليث تقف عاجزة عن تسديد مبالغ ليست كبيرة لكن سلبياتها كبيرة بل خطيرة. في خضم تتابعات هذا الخبر المفجع المخجل، المفجع في تداعياته المخجل في تعامله نتساءل لو أن احد الموردين للأثاث المكتبي تأخر في توريد أثاث مكتب الإدارة هل ستقف الإدارة عاجزة وتنزل إلى الشارع لتتسول المارة وتناشدهم التبرع، حقاً انه أمر مفزع ويجب على الوزارة أن لا تمرره مرور الكرام فنحن ندرك أن الوزارة بكامل طواقمها من أعلى منصب إلى بواب الإدارة كل أولئك في خدمة المرضى فكيف يهمل أهم جانب وهو النظافة وتوفر بدائل ووسائل تأمين ذلك من مريض إلى آخر، وهذا دليل على ان الوزارة جادة في التوفير ولكن يظهر هنالك مشكلة في الإدارة والتشغيل. أتمنى من معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن يولي مثل هذه الجوانب أهمية قصوى وهو الذي حمل إلينا شعار (المرضى هم الهدف وخدمتهم محل اهتمامنا) وكان له في هذا الجانب سبق وتميز نتعشم ان يلامسه المرضى في كافة مستشفيات ومراكز المملكة وليس ذلك على الله بعسير.