يعتبر العيش والحقينة في الماضي من أهم الاكلات الشعبية التي كان آباؤنا وأجدادنا يعرفونها لعدم وجود أكلات أخرى كثيرة آنذاك نظرا لضيق ذات اليد. وتعتبر هتان الاكلاتان من افضل المأكولات الشعبية لما تحتويه من سعرات حرارية تمد الجسم بالصحة والطاقة والدفء، حيث كانت تتناسب مع يبذل من جهد في الحياة اليومية القديمة، والتي كانت تفتقر إلى كل أنواع الرفاهية التي تحظى بها الأجيال الحالية. عيش القمح فالعيش الذي يعتبر من الأكلات الشعبية في المنطقة الجنوبية يتم إعداده من القمح الخالص حيث يتم اخذ قدر متوسط الحجم ثم يوضع فيه كميه من اللبن والماء وتوضع على نار هادئة حتى يصل إلى درجة الغليان ثم يوضع الدقيق بالتدريج داخل اللبن المغلي مع التحريك المستمر حتى “تنخط” أي تخرج الفقاعات منه، ويستمر في التقليب بأداة معروفه خصيصا لعمل العيش وهي أداة خشبية تعرف ب”المسوط”، كما يقوم البعض هذه الأيام بتحريك العيش بالخفاق اليدوي الذي يستعمل لعمل الكيك حيث يتم وضع الدقيق الباقي بالتدريج إلى أن تتماسك وتبدأ أطرافها بالاستواء. الكدادة وبعد تركها على النار حتى يتم نضجها تتكون طبقة بنية أسفل القدر وتسمى بالكدادة، ويتم إخراجها مع العيش لأكلها لما تحمله من طعم لذيذ ويتم أكل العيش عادة مع اللبن أو المرق أو السمن والعسل، وتعد أكلة العيش من الأكلات الشعبية المميزة التي لا يزال الكثير من الناس يأكلونها، رغم مرور الزمن وتعدد مصادر الغذاء. القطيفة والحقينة أما الحقينة فقد اقترن اسمها بالعيش لعدم توفر غيرها في تلك الحقبة الزمنية وعدم توفر المرق أو العسل، والحقينة عبارة عن اللبن البقري الطازج والذي كان يسمى في ما مضى بالحقينة، وكان يعد منها نوعان النوع الأول يسمى قطيفة والنوع الثاني يسمى بالحقينة والتي عادة ما تكون تحمل الطحم الحامض، وتعد هاتان الأكلتان من الاكلات المحبوبة والمرغوبة لدى الكثيرين لما تحتويه من غذاء متكامل ولما لها من شعبية بين المأكولات الأخرى. دفء وطاقة وقد أوضح الشاب احمد الغامدي أن هذه الأكلة لا تزال تلقى شعبية كبيرة مثلها مثل العصيدة والدغابيس وغيرها، لاسيما أيام الشتاء والبرد القارص لكونها تمنح الجسم المزيد من الدفء ولكونها تؤكل وهي ساخنة مضاف إليها السمن والعسل واللبن، ولكنها اصبحت لا تصنع كثيرا هذه الايام الا في القليل من منازل كبار السن الذين لازالوا يفضلون هذه الاكلة الشعبية المحبوبة.