خسر منتخبنا التأهل إلى كأس العالم مرتين الأولى أمام كوريا الشمالية بتعادل سلبي والثانية أمام البحرين بتعادل إيجابي، وكلتاهما في الرياض، وقد تحدث الكثير من المحللين والنقّاد الذين يفوقونني خبرة ودراية وجميع ما أدلوا به على عيني ورأسي واحترم كافة وجهات النظر، ولكنني أعلنها بالصوت العالي إنني لست مع من يحمِّل اللاعبين الخسارة أو يقول إن لاعبينا يفتقدون لثقافة الفوز، فإذا نجومنا يفتقدون لثقافة الفوز فلماذا فازوا على إيران في إيران ؟ ولماذا يواصلون تألقهم مع أنديتهم ويقودونهم من فوز إلى آخر؟ لقد قلتها في مقال سابق قبل شهرين تقريبًا وكان بعنوان (مشكلة منتخبنا يا سمو الأمير) أكدت فيه أن المشكلة ليست عناصرية أبدًا فلدينا لاعبون على مستوى كبير من المهارة، ولو لم تكن مستوياتهم التكنيكية مثلما قلت لما كان لهم صيت كبير في آسيا وأتحدى من يثبت عكس ذلك، قد يقول قائل: أين المشكلة إذًا؟ ولماذا لم نر منهم تلك المهارات ؟ وهي أسئلة في محلها ولدي الإجابة التي تقول إن مشكلة منتخبنا تكمن في: * الإعداد السيئ بسبب سوء اختيار الجهاز الفني المسؤول عن وضع برنامج إعداد مميز كأهم وأصعب خطوة في إعداد أي فريق أو منتخب لأي بطولة فما بالك بالتأهل لكأس العالم؟. * عدم الثبات على تشكيل محدد بعدد من اللاعبين لا يتجاوز (25) لاعبا يركز عليهم ويدربهم على خطط معينة حتى يحفظها اللاعب عن ظهر قلب. فكافة المنتخبات التي تقدم مستويات مميزة نجد غالبية اللاعبين (11) الذين يمثلونها داخل الملعب معروفين قبل المباريات ولا تختلف لديهم مباراة عن أخرى إلا في التكتيك الذي يضعه المدرب، بينما نحن قبل كل مباراة سواء ودية أو رسمية نجد تشكيلة أخرى مختلفة عن التشكيلة السابقة. * السيد بوسيرو يفتقد للكثير من مميزات المدرب الناجح فلا هو بالمدرب الذي يملك مؤهلات مدرب الإعداد والدليل أن اللاعبين في أكثر من مباراة لم يُعَدُّوا الإعداد الجيد لا على الصعيد البدني ولا على الصعيد الفني، ولا هو الذي يملك مؤهلات مدرب التكتيك وقراءة المباريات فأي مدرب يغير تشكيلته من مباراة إلى أخرى فهو ليس بمدرب مميز. * هل رأيتم مدربا مميزا لا يستفد من الضربات الثابتة في كافة المباريات، فعلى حسب علمي إن هذا المدرب لم يعرها أي اهتمام فمنتخبنا لم يستفد من أي كرة ثابتة سوى كرة واحدة كانت أمام إيران في هدف أسامة، وأجزم أن المدرب لم يكن له أيّ دور فيها، وبالمناسبة هل منكم من يذكر آخر مرة شاهدنا منتخبنا يسجل هدفًا من ضربة حرة مباشرة؟ * خلاصة الحديث: إن السبب في الخروج (المبكر) من كأس العالم بعد أن كنا في السابق نتأهل مبكرًا يكمن في (سوء الإعداد) و(سوء اختيار المدرب) و(عدم الثبات على تشكيلة معينة من اللاعبين). * خسر منتخبنا من البحرين بسبب فوضوية الأول وجماعية الثاني والتي لم تأت من فراغ بل أتت من انسجام وُلِدَ من رحم الإعداد المميز والثبات على تشكيل. * إن لم تتم إقالة المدرب فهذا يدل على إصرارنا على الخطأ ومن يقول إن المدرب لم يخسر مباراة رسمية حتى تتم إقالته فإنني أقول وأتساءل: هل هناك خسارة أعظم من الخروج من كأس العالم على أرضك من فريقين أقل منك مقدرة وإمكانات؟ ملااااااحظة هامة المدرب كالمعلم، فقد يكون في الفصل طلاب متميزون ولكن حين يأتي لهم معلم لا يجيد إعداد الدروس ليحدد مسبّقًا ما سيقدمه في كل حصة ولا يجيد الأداء داخل الفصل فإنه سيهدم كل ما بناه المعلمون السابقون، ويصبح لا فرق بين الطالب المميز والكسول. خاتمة سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.