مع بدء العد التنازلي لانطلاق مشوار المنتخب السعودي في نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 7 إلى 29 يناير الجاري، أبدى عدد من المدربين الوطنيين تفاؤلهم بأن يذهب المنتخب السعودي بعيدا في منافسات البطولة، مبدين تخوفهم من الواقع والمداخلات الفنية المنتظر أن يقوم بها المدير الفني جوزيه بيسيرو والتي ظهرت ملامحها جليا في المباريات الودية التي خاضها الأخضر قبل الوصول للدوحة. «عكاظ» فتحت الباب أمام نخبة من المدربين الوطنيين لقراءة مشاركة المنتخب السعودي في هذه البطولة القارية شاملة السلبيات والإيجابيات وخرجت بهذه الآراء الفنية. أين الاستقرار المدرب الوطني محمد الخراشي أكد أن هناك تقاربا كبيرا في مستويات المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا، وقال «من الصعب جدا أن يحدد هوية البطل حتى آخر يوم في البطولة فكل المنتخبات في كامل الجاهزية الفنية والنفسية لهذه البطولة، وتعيش حالة من التجديد وأنه ستحرج كثيرا من المنتخبات الكبيرة وستواجه صعوبات كبيرة إذا لم تعط الفرق الأخرى التقدير المطلوب في هذه البطولة». وأضاف «أعتقد أن لقاءي المنتخب السعودي مع منتخبي سوريا والأردن هما من أصعب اللقاءات للمنتخب السعودي في كأس آسيا الحالية، وهما بكل أمانة أكثر صعوبة من لقائنا مع المنتخب الياباني، وذلك نظير اللقاءات المتكررة بين المنتخب السعودي والمنتخب الياباني في السنوات الأخيرة، فأصبح كل فريق معروف للآخر بخلاف المنتخبين السوري والأردني اللذين يعتبران منتخبين غامضين بالنسبة لمدرب المنتخب السعودي، وكذلك اللاعبين وهذا يسبب لنا قلقا كبيرا وينبغي الحذر واللعب بشكل متوازن وعدم التهاون في هاذين اللقاءين. وعن مكامن القوة والضعف في منتخبنا الوطني قال «خطوط المنتخب السعودي بشكل عام ممتازة جدا، وهناك قوة هجومية ضاربة للمنتخب السعودي، وكذلك وجود خط وسط قوي وحراسة قوية، وإن كان خط الدفاع بحاجة إلى تلافي الأخطاء وعدم الوقوع في أخطاء بدائية قد تكلف المنتخب الكثير لا سمح الله، ويجب على خط الدفاع استخلاص الكرة من مناطق الخطورة والتعاون مع لاعبي المحور في حماية المرمى السعودي». وأضاف «أعتقد أن المنتخب السعودي قادر على تحقيق اللقب القاري فنحن نملك منتخبا قويا ومتمرسا». ويضيف الخراشي «التدخلات الفنية للمدرب بيسيرو هي أكثر ما يقلقنا، حيث إن المدرب يعاب عليه عدم الثبات على تشكيلة ثابتة وقد تكون هذه فلسفة ينتهجها المدرب ونحن يجب أن نحترم وجهة نظره ولكن المتعارف عليه تدريبيا أنه يجب الثبات على تشكيلة معينة من أجل خلق الانسجام والتناغم بين اللاعبين الذين يجب أن يلعبوا كل مباراة على أنها مباراة خروج مغلوب، وعليهم أن يتذكروا دائما أنهم يمثلون المنتخب السعودي الطرف الثابت في هذه البطولة القارية الكبيرة». معاناة طويلة من جانبه، شدد المدرب الوطني على كميخ على أن الكرة الآسيوية أصبحت في الفترة الأخيرة تشهد تطورا كبيرا وهي الآن في قمة توهجها الفني وأصبح لديها نضج كروي كبير وذلك بسبب القفزة الكبيرة الحاصلة التي يقوم بها الاتحاد الآسيوي في تطوير اللعبة، وهذا ما جعل هناك تقاربا كبيرا بين مستويات المنتخبات الآسيوية بشكل عام والمنتخبات المشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا بشكل خاص، وهذا سيجعل البطولة على مستوى تكتيكي وفني عال. وعن حظوظ المنتخب السعودي في هذه البطولة قال «المنتخب السعودي سينافس وبقوة على كأس آسيا؛ لأنه منتخب يملك من الشجاعة الشيء الكثير ويملك كذلك قدرات خاصة للاعبيه، بالإضافة إلى أن المنتخب السعودي يحظى بدعم لوجستي كبير من القيادة الرياضية في توفير كل متطلبات المنتخب ويظل منتخبنا يحمل هوية البطل المتمرس على مثل هذه البطولات». وأضاف كميخ «منتخبنا يملك خط هجوم ناريا ويملك خط وسط جيدا، لكن تظل المعاناة الكبرى التي تثقل كاهل المنتخب السعودي تكمن في خطي الدفاع وحراسة المرمى، وذلك بسبب عدم استقرار بيسيرو على تشكيل ثابت ومثالي في هذين المركزين وكثرة التغييرات في هذه المراكز مما سبب حالة من عدم الرضى في الوسط الرياضي». وأضاف: للأسف الشديد بيسيرو لم يستفد طوال الفترة السابقة من تكوين منتخب قوي ومثالي، بالإضافة إلى تشكيلة ثابتة نستطيع من خلالها معرفة من سيمثل المنتخب، وأعتقد أنه من الصعوبة بمكان معرفة تشكيلة المنتخب وذلك بسبب عدم الاستقرار والثبات على تشكيلة تخلق الانسجام بين اللاعبين». وعن التدخلات الفنية لبيسيرو أثناء سير المباراة قال «هناك مثالان على سوء التدخلات الفنية للمدرب بيسيرو وهي خلال تصفيات كأس العالم 2010م أمام المنتخبين الكوري الشمالي والمنتخب البحريني، فكلتا المباراتين تثبتان أن بيسيرو قارئ غير جيد للمباريات، بالإضافة إلى عدم قدرته على إضافة عمل تكتيكي يعطي انطباع أن هناك قراءة جيدة للمباراة بشكل عام، إلا أنني أراهن على لاعبي المنتخب السعودي فهم على مستوى عال من المهارة والموهبة التي تغطي الكثير من عيوب مدرب المنتخب السعودي». فوارق فنية من جانبه، أكد المدرب الوطني يوسف عنبر أن جميع حظوظ المنتخبات متساوية في إحراز اللقب الآسيوي من خلال برنامج إعدادي كبير قامت به من أجل هذه البطولة ولكن تظل هناك فوارق فنية وعناصرية هي الفارق في مثل هذه البطولات الكبيرة والتي تحتاج إلى فريق متمرس خبير بمثل هذه المسابقات. وعن المنتخب السعودي يقول عنبر «جميع خطوط المنتخب السعودي متقاربة وقوية المستوى بنسبة تتجاوز 80 في المائة، وهذا يريح كثيرا مدرب المنتخب في وضع التكتيك المناسب، حيث إن خيارات المدرب الفنية ضمت أبرز الأسماء المتميزة في دوري زين، بالإضافة إلى أن اللاعبين البدلاء على مستوى عال وقريب جدا من اللاعبين الأساسيين، فبالتالي لا يوجد مكان للاجتهادات فكل الفرص مهيأة لحصول المنتخب على نتائج مبهرة في هذه البطولة، وأرشح المنتخب بشكل كبير للوصول للمباراة النهائية والحصول على كأس آسيا للمرة الرابعة في تاريخه». وأضاف «طريقة لعب بيسيرو هي من ستحدد هوية منتخبنا خلال هذه البطولة، وأعتقد أن المنتخب من الأفضل أن يلعب بطريقة 4 2 3 1 وهي الطريقة الأمثل للمنتخب وتضمن قلة الأخطاء، أما إذا لعب بيسيرو بطريقة 4 4 2 سيظهر ضعف واضح في خطي الوسط الأيمن والأيسر، ولكن الحقيقة أن بيسيرو يجيد التعامل مع المباريات بشكل جيد ويتقن قراءة المباراة، بالإضافة إلى أن تدخلاته الفنية وتغييراته أثناء سير المباراة ممتازة وكذلك يحسب له المغامرة في تبديلاته الجريئة أثناء المباراة ولكن من الصعب تحميل المدرب أخطاء اللاعبين أثناء سير المباراة بل على اللاعبين الالتزام بالانضباطية والتوازن وعدم ارتكاب الأخطاء وبالذات في مناطق الخطورة والتركيز وعدم التقليل من أي منتخب وأن يضع اللاعبون الكأس نصب أعينهم». طريقة عقيمة المدرب الوطني محفوظ حافظ اتفق مع زملائه، وأكد أن المنتخبات الآسيوية المشاركة في البطولة جميعها منتخبات شرسة ومتمرسة على هذه البطولة وبالذات منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا؛ لأنها تملك لاعبين محترفين في أقوى الدوريات العالمية وهذا سيزيد من قوة المستوى الفني لهذه البطولة. وعن المنتخب السعودي وحظوظه في المنافسة على اللقب الآسيوي قال «التنظيم الدفاعي للمنتخب السعودي جيد جدا وكذلك حراسة المرمى، ولكن هناك بطء كبير في خطي الوسط والهجوم في صناعة الهجمة ومن ثم في إنهائها، حيث يعاني منتخبنا لافتقاده لعنصري المفاجأة والسرعة والتي تكاد تكون معدومة لدى منتخبنا، بل إن طريقة اللعب التي يلعب بها السيد بيسيرو جدا معروفة للجميع ولا يوجد تنوع في اللعب وتناقل الكرة محصور في وسط الملعب مما يجعل الفريق المقابل يغلق مناطقه الخلفية بكل سهولة وهذا للأسف أسلوب قديم جدا، وأكبر دليل على ذلك خلال المباريات الودية للمنتخب السعودي لاحظنا قلة الأهداف التي يسجلها المنتخب وكل ذلك بسبب هذه الطريقة العقيمة التي ينتهجها المدرب، لذلك على المدرب أن يهتم بسرعة نقل الكرة والتركيز على الكرات الثابتة؛ لأن المنتخب السعودي يملك لاعبين يجيدون التعامل مع مثل هذه الكرات». وأضاف «بيسيرو لا يجيد التدخلات الفنية أثناء سير المباراة، بل إنه لا يملك الجرأة في تدخلاته ويتأخر كثيرا في تغييراته ويبالغ كثيرا في الحذر، لكن لدينا لاعبين يملكون إمكانات كبيرة وقادرون على تقديم مستويات مميزة خلال هذه البطولة».