قرأت في الأيام الماضية خبرًا أوردته إحدى الصحف مفاده انضمام أحد اللاعبين إلى منتخب الناشئين بعد يومين فقط من تسجيله في أحد أندية العاصمة، فتسلل إلى قلبي سؤال يقول: كيف وأين شاهد مدرب منتخبنا للناشئين البرازيلي فيلهو هذا اللاعب على الرغم من أنه لم يتمرن مع ناديه أي تمرين، ناهيك أن يلعب مباراة حتى حكم بأن مستواه يؤهله للانضمام للمنتخب؟ أليس من حق الجماهير أن يتسلل هذا السؤال أيضًا إلى قلوبها قبل عقولها؟ إنني أتساءل معك عزيزي القارئ عمّ يدل عليه هذا الخبر؟ لا اعتقد أن الإجابة تخفى على المتابع الحصيف فهو يدل دلالة واضحة على أن كلاً من الارتجالية والواسطة اللتين كانتا أحد أسباب تأخرنا الرياضي مازالت تنخر في جسدنا الرياضي. هذا إذا كان الخبر صحيحًا، أما إذا لم يكن كذلك فإن لناشر الخبر هدفًا لا أظنه يخفى على أحد وهو عمل دعاية مجانية لذلك النادي على أنه النادي الوحيد الذي يضمن لمن ينضم إليه الوصول لصفوف المنتخبات مهما كان مستواه لترغيب اللاعبين وخاصة الناشئين بالانضمام له. الأندية ليست مدناً فاضلة بمناسبة الحديث عن إصرارغالبية اللاعبين على الانضمام لأندية معينة دون سواها والسبب أنهم (أي اللاعبين) يعتقدون في قرارة أنفسهم أن تلك الأندية كالمدن الفاضلة ليست فيها تلك المشاكل التي تعاني منها أنديتهم كتلك التي تحدث بين اللاعبين من تنافس غير شريف على المراكز أو قلة المردود المادي أو ما يُسمى بقهر الرجال، والحقيقة التي يعرفها كل من هو قريب من تلك الأندية أنها تعج بالمشاكل ولكنها لا تطفو على السطح الإعلامي لوجود جنود مجندة عملها يختص بتحقيق أهداف مسيري تلك الأندية والتي لن تتحقق إلا بالتعتيم الإعلامي ومن تلك المشاكل، الشللية التي لا تخلو منها غالبية أنديتنا فعندما تنتقل من فريق صغير إلى آخر كبير تتراءى لك الكثير من الأحلام والطموحات ولكن حينما تحاول تحقيقها على أرض الواقع تصطدم بالكثير من المعوقات (حتى وإن كنت مميزًا) فقد تجد من اللاعبين من يقف لك بالمرصاد ويعيق عملية التنافس بينك وبينه على المركز وستواجه مشكلة التفرقة في المعاملة سواء التعامل المالي الذي ستلمسه على أرض الواقع وسترى بعينك أن هناك لاعبين يحصلون على الملايين، وآخرين يحصدون الملاليم، وحتى على صعيد التعامل الإداري ، فإن لم تكن صديقًا مقربًا للإداري أو أحد المشرفين على الفريق وتقضي أوقاتك معه في المقاهي والاستراحات فقد تجد نفسك أثناء المباريات حبيسًا لكرسي الاحتياط أو المدرجات بالرغم من ثناء المدرب المتكرر على مسامعك، فتقع في حيرة وستتأكد أنك وقعت بين المطرقة والسندان، إذًا الحقيقة تقول إن تلك الأندية ذات الزخم الإعلامي ليست مدنا فاضلة ففيها الكثير والكثير، فليس كل لاعبيها مرفهين وليسوا جميعًا يتمتعون بسمو الأخلاق وحتى أعضاء الشرف والإداريين يحدث بينهم الكثير من أجل لاعب. نقاط متفرقة * يقول البعض إن النصر بعلاقته المتميزة مع الاتحاديين لم يكن بحاجة إلى هذا المشوار الطويل لضم اللاعب أحمد الدوخي، وأنا أقول إن النصر كان بعيدًا عن الموضوع ولكن ما حدث يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هناك من الهلاليين من أراد إعادة اللاعب للهلال، ولكن الإدارة الهلالية تفطنت بذكائها الذي كان أكبر من تفكير مَنْ أراد إعادته. * أنا بكل صراحة مؤيد لموقف لجنة الاحتراف في عدم تسجيل الدوخي للنصر حتى لا تتحول عملية الكباري إلى ظاهرة وحينها يصعب السيطرة عليها، أما أولئك الذين يتباكون على قوانين الاتحاد الدولي فعليهم أن ينظروا للصالح العام فليس من مصلحة كرتنا أن تدار الأمور بطريقة الكباري. خاتمة سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك