** عدد من أحياء شرق جدة، حملني سكانها أمانتين .. الأولى : أن أُسلّم لهم على الشركة الوطنية للمياه بجدة!! .. والأمانة الثانية أن أسال الشركة - نيابة عنهم – عن موعد وصول مياه الشعيبة الجديدة إلى خزانات بيوتهم , بناء على الوعد والعهد من المسؤولين , فقد طال الانتظار , وبلغ الصبر مداها , وان غاية المراد هو وصول قطرات تلك المياه إليهم , على الأقل مرة كل 15 يوما مرة , فمتى يكون ذلك , ومتى يكتب لنا الباري يوم الراحة من ذلك العناء , ومن الاصطفاف الذي استمر سنوات أمام شبابيك شراء الماء بالوايت , حتى أننا ملّلنا من تلك الشبابيك , وملّت هي منا.. ** ومن جانبي فإنني أظن متيقنا , انه وحتى هذه اللحظة , لا جديد في (حلحلة) أزمة المياه في شرقي جدة ، وقد كانت إدارة مياه جدة , وقبلها وزارة المياه قد وعدت الناس بأن موعد وصول مياه الشعيبة الجديدة سيكون على ابعد مدى في منتصف عام 1430ه وذلك ( آخر كلام ) ويومها ظن الناس أن تلك التصريحات ( لن تخر منها الموية ) بحيث يحق لنا عندها , أن نحتفل - نحن والوزارة - بنهاية أزمة المياه ، ونرقص العرضة طولا وعرضا . ** لكن الذي حصل – للأسف الشديد – أن وحتى هذه اللحظة فإن عشرات الوايتات مازالت تجوب الكثير من أحياء شرق جدة في قويزة والمنتزهات، والرغامة، وعبيد، وغيرها، وكأن ما قيل من وعود هو مجرد كلام في الهواء ، فما زالت الكثير من البيوت تنتظر أكثر من الشهر حتى تصلها المياه , وخلال هذه الفترة الطويلة لابد أن يتخللها طبعا شراء كميات من الوايتات الله اعلم بعددها . ** الشركة الوطنية للمياه منذ أن تسلمت عملها وفي مسماها الجديد منذ شوال الماضي ، وهي تطلب من السكان الصبر حتى حلول أكثر من موعد ضربته للناس في أشهر متعددة من العام 1430ه.. ولكن الواقع انه مازالت حكاية فقر المياه (هي.. هي) وقبل أيام قرأت ما قاله المهندس عبدالله العساف من وعود بإعادة توزيع المياه في جدة , وانه كل ستة أيام ستتدفق المياه إلى الخزانات , فهل تم تنفيذ الوعد فعلاً ، أنا اشك في ذلك ولدي شواهد من ارض الواقع!! ** أظن في حقيقة الأمر أن من أبرز حقوق المواطن أن يحصل على خدمة المياه بشكل عادل ومتساوٍ، مع بقية اخوانه داخل المدينة الواحدة، وما كانت تفعله ادارة المياه في جدة (الشركة الوطنية فيما بعد) هو خارج هذا المبدأ، حيث تنعم عدة احياء داخل المدينة بالمياه مرتين في الاسبوع، او مرة واحدة، بينما عدة احياء اخرى لا تصلها المياه الا كل اربعة او خمسة أشهر.. ** وقد قلنا هذا أكثر من مرة ولكن لا حياة لمن تنادي، وظل الكثير من المواطنين يشاهدون هذه (القسمة الضيزى) وليس امامهم سوى الانكفاء على مرارة الغبن، الذي جعل جيوبهم نهباً لاصحاب الوايتات، بينما العدد الآخر من سكان جدة ممن ينعمون بالمياه كل اسبوع في خزانات بيوتهم لا يصدقون ما يعيشه الآخرون المحرومون، ويظنون أن في الأمر مبالغة بينما هو الحقيقة المفجعة فعلاً.