** يبدو أن الاخوة في شركة المياه الوطنية بجدة قد عقدوا العزم على ان تظل الكثير من احياء شرق جدة معتمدة على شراء المياه بالوايت، وأنه لا أمل لأولئك الناس من ساكني تلك الاحياء في مياه تصلهم عبر الشبكة، حتى وان اشتغلت "الشعيبة 1" و"العشيبة 2" وأن الشركة لديها ردود "معلبة" فيما لو ضج الناس بالشكوى في كل مرة، ولذلك فقد اختار الناس ان يتعايشوا مع شراء الماء بالوايت كأمر واقع بعد تصدعت رؤوسهم من الشكوى!! ** أنا أظن أنها مشكلة كبيرة، بل انها في تقديري حالة مخجلة، ان يكون أداء الشركة بهذا الوضع الرث من التعامل مع حاجة الناس، ومع العجز الكبير لها في حلّ هذه الاشكالية المزمنة التي تمر السنوات، وتتبدل الاحوال، وتنتهي ادارة، وتقوم اخرى، بينما المشكلة "هي - هي" دونما علاج جذري، وانما تصريحات متطايرة في الهواء، لا تسمن ولا تغني من جوع. ** العجيب في هذه المسألة هو "ازدهار" سوق بيع المياه بواسطة الوايت، وملل الناس من الشكوى، حتى صار الواحد منهم يحمد الله على ان المياه بالوايت متوفرة (!!).. والا لكان العدد الكبير من سكان الاحياء المحرومة، قد تركوا مصالحهم، وتفرغوا لتأمين المياه لبيوتهم بالجالونات من هنا وهناك.. في وقت تعلن فيه وزراة المياه بين فترة وأخرى حزمة من المشاريع، وتتحدث شركة المياه الوطنية بجدة عن "جدولة جديدة" لتوزيع المياه على احياء جدة، في حالة اقرب ما تكون الى ذر الرماد في العيون، او على طريقة الاستهلاك الاعلامي، والفلاشات التي "لا تؤكل عيشا"!! ** وقد قلت من قبل ولا زلت، انني اتمنى على مقام وزارة المياه ان توفد موظفين تثق فيهم، للوقوف على احوال عدة احياء في شرق جدة، ولسؤالهم عن الفترة الزمنية التي تفصل بين وصول المياه بواسطة الشبكة الى خزانات بيوتهم، والفترة الأخرى التي تعاود فيها الوصول.. وعندها سيعرف هؤلاء الموظفون ان الفارق الزمني الكبير، هو واحد من مؤشرات الأداء السلبي لشركة المياه في جدة. ** كاتب هذه السطور أصابه الملل من كثرة الكتابة عن هذه الاشكالية من ناحية، ومن الناحية الأخرى فقد اصابني الخجل من كثرة عتاب عدد من سكان تلك الأحياء وهم يرجونني ان اكتب بشفافية عن مشكلتهم هذه.. فما الحل - يا اهل الحل؟!!