** حتى هذه اللحظة لا جديد في (حلحلة) ازمة المياه في شرقي جدة، ولا جديد في مسألة الصرف الصحي، وقد كانت ادارة مياه جدة قد وعدت الناس بأن مطلع عام 1430ه سيكون نهاية ازمة المياه، لكن هذه اللحظة فإن عشرات الوايتات مازالت تجوب الكثير من أحياء شرق جدة في قويزة والمنتزهات، والرغامة، وعبيد، وغيرها، وكأن ما قيل من وعود هو مجرد كلام في الهواء، لا تقرير علمي قائم على دراسات وحقائق سيتم تنفيذها في موعدها. ** الشركة الوطنية للمياه منذ ان تسلمت عملها وفي مسماها الجديد منذ شوال الماضي، وهي تطلب من السكان الصبر حتى حلول محرم 1430ه.. وهاهو قد انصرم محرم بكامله، ومازالت حكاية فقر المياه (هي.. هي) وقبل ايام قرأت في (عكاظ) تصريحاً للمهندس عبدالله العساف يبشرنا فيه بإعادة توزيع المياه في جدة خلال الشهر المقبل (اي شهرنا هذا صفر) فهل يتم تنفيذ الوعد فعلاً، ونزيح عن كواهلنا هذا الكابوس الثقيل الذي تحملناه وتحمله الناس في عدة احياء من شرق جدة طيلة أكثر من خمس سنوات، انتظاراً لمياه (الشعيبة 3) القادمة بعد عناء وطول صبر؟!! ** أظن في حقيقة الأمر أن من أبرز حقوق المواطن أن يحصل على خدمة المياه بشكل عادل ومتساوٍ، مع بقية اخوانه داخل المدينة الواحدة، وما كانت تفعله ادارة المياه في جدة (الشركة الوطنية فيما بعد) هو خارج هذا المبدأ، حيث تنعم عدة احياء داخل المدينة بالمياه مرتين في الاسبوع، او مرة واحدة، بينما عدة احياء اخرى لا تصلها المياه الا كل اربعة او خمسة أشهر.. وقد قلنا هذا اكثر من مرة ولكن لا حياة لمن تنادي، وظل الكثير من المواطنين يشاهدون هذه (القسمة الضيزي) وليس امامهم سوى الانكفاء على مرارة الغبن، الذي جعل جيوبهم نهباً لاصحاب الوايتات، بينما العدد الآخر من سكان جدة ممن ينعمون بالمياه كل اسبوع في خزانات بيوتهم لا يصدقون ما يعيشه الآخرون المحرومون، ويظنون أن في الأمر مبالغة بينما هو الحقيقة المفجعة فعلاً. ** الآن وفي هذه الايام يبدو أن محطة (الشعيبة 3) قد أوشكت ان تبدأ عملها.. فما هو الدور الذي ستقوم به الشركة الوطنية للمياه في جدة، من تلافي اخطاء عدة سنوات مضت، وكيف ستعوض المحرومين من عناء مطاردة الوايتات، والاقتراب من (المساواة) مع الأحياء الأخرى التي ظلت تنعم بالماء الزلال، وهل ستصل مياه (الشعيبة 3) إلى كل بيوت شرق جدة تحديداً، ممن تحملوا وعانوا من سنوات الأزمة، هل ستصل المياه إلى خزانات بيوتهم مرة كل أسبوع وبشكل منتظم.. أم أن الحكاية ستكون (كأنك يا أبو زيد - ما غزيت)؟!! ** إن المواطن في أي جزء من جدة يحتاج إلى أن تصله المياه بعد دخول (الشعيبة 3) في الخدمة، كل أسبوع وبشكل منتظم، لا أن تصله كل ثلاثة أسابيع أو أسبوعين، وإلا فإن ما تم عمله من جهود ووعود وأمانٍ كأنه لم يكن شيئاً، وسيتحول الحلم المنتظر إلى سراب وهذا هو حديث الأهالي في مجالسهم ننقله بأمانة إلى المسؤولين في الشركة الوطنية للمياه بجدة، فهل وصلت الرسالة؟!! ** أما الأمر الثاني الذي نود أن نختم به مقالنا هذا الأسبوع فهو هذا البط ء الغريب الذي صار سمة مميزة لمشاريع الصرف الصحي في جدة، فبعد أن بدأت عجلة المشروع في الدوران قبل أكثر من عامين وتم شق الشوارع وإقامة الحفريات لازال العمل بطيئاً جداً، ومثار أسئلة قلقلة لدى المواطنين، وأتذكر أن مدير عام المياه والصرف الصحي بمنطقة مكةالمكرمة قد سبق أن حدد لنا نحن الصحفيين قبل ثلاثة سنوات من الآن أنه في عام 1430ه ستصل التوصيلات المنزلية للصرف الصحي إلى أقصى بيت في جدة، وها نحن الآن في عام 1430ه.. فما الذي جرى، وما الذي بقي من هذا الوعد؟!! [email protected]