التعصب مذموم لأنه يغلق قنوات التفاهم ويحجب الرؤية التي تجعل الحياة أكثر رحابة ويضيق صدر المتعصب حتى لا يكاد يسمع إلا صدى أنفاسه وفحيح مشاعره. والتعصب إما ديني أو قبلي أو عرقي، كما تعارف الناس عليه، لكنهم لا يحبذونه ولا يرحبون بالمتعصبين، لأنهم يغرقون أنفسهم وربما غيرهم في حمأة الكراهية والحقد وعدم الإنصاف. عرف الناس التعصب الرياضي لكنه لم يصل بأحد إلى التهديد بذبح ابنه لو شجع نادياً منافساً، فذلك الجنون والتهور والانزلاق عن مشاعر الإنسانية وحنان الأبوة. هذه الدرجة من الحقد تبرر للشباب تحطيم السيارات والاعتداء على العائلات وممارسة الأفعال التي طالما عانى منها المجتمع بعد كل منازلة رياضية. الأولى، أن يعلن النادي براءته ممن يمارس من التهور ما يقود إلى تعصب طائش وأن يعلن أخلاقيات رياضية تحترم المنافسة وتحقق المحبة بين الإخوة في ميادين يجري اللاعبون فيها خلف كرة مستديرة لا وجه لها ولا وجهة، فهي في كل جهة. التعصب يعمي وهو في الرياضة عمى مضاعفا، أما النوع الذي ورد على لسان الشيخ ذاك فهو الذبح بعينه حتى وإن كانت لفلذة الكبد، ما أبشع الصورة التي نشرتها «عكاظ» ذكريات على صفحتين.