هكذا انتهى دوري المحترفين السعودي بفوز صاحب الأوليات نادي الاتحاد بدرع الدوري، بعد أن جرّع الهلاليين على أرضهم وبين جمهورهم الغفير مرارة الخسارة، وسقى الزعيم من الكأس الذي شرب منها في العام الفائت، وهذه حلاوة الكرة وسر جماهيريتها أنها دوارة لا تستقر على حال، وتحمل الإثارة في كل تحرّكاتها. كالعادة حضرت روح الاتحاد وجماعيته فحقق الفوز، وكان اول فريق سعودي يحرز درع دوري المحترفين في نسخته الأولى بجدارة واستحقاق فغيب نمور العميد الأمواج الزرقاء التي حضرت بكثافة لمؤازرة فريقها، لكنها خرجت حزينة لأن اليوم لم يكن يومهم بل كان من نصيب نادي الوطن نمور آسيا، ورابع العالم، عميد الأندية السعودية، فالفريق تحت قيادة كالديرون أبدع، ولعب بواقعية، وأدّى كل لاعب أدواره المطلوبة منه، ونجح الدفاع والحراسة في التصدّي لهجوم ووسط الهلال القوي.. وتجلّى وسط الاتحاد بقيادة قائد النمور تجلّى وظهر في الوقت المناسب، وأتاح الفرصة للنجم القادم بسرعة الصاروخ نايف هزازي للتسجيل، بينما كان المغربي هشام بوشروان حاضرًا بعقله وخبرته العريضة، فحسم الأمور للنمور دون فلسفة، وأثبت أن اللاعب الأجنبي يجب أن يصنع الفرق لفريقه، وإلاَّ فإن وجوده مثل عدمه فبوشروان أثبت أنه صفقة رابحة، ونظرة بعض أعضاء الشرف ببقاء كالديرون عقب مطالبة البعض برحيله فور خروج الفريق من كأس فيصل، وكأس ولي العهد على يد العالمي (النصر) كانت صائبة مائة في المائة، فكالديرون مدرب جيد، وبقاؤه مطلب مُلح؛ لأنه صنع للعميد فريقًا لا يُقهر، وأخرج لنا كوكبة من النجوم أمثال (الهزازي والصبياني والقرني والنمري وغيرهم) ستفيد الكرة السعودية في قادم السنين، وحل معضلة العقم الهجومي الاتحادي الذي كلّف خزينة الاتحاد ملايين كثيرة، وعن هذا الفوز كلام كثير، ولنا أن نشكر كل اتحادي صنع هذا الفرح من منصور البلوي، وعبدالمحسن آل الشيخ، وجمال أبو عمارة، وباقي أعضاء الشرف، واللاعبين، والجماهير التي كانت سر الانتصارات، ومن فوز لفوز يا عميد النوادي. إثارة متجددة الإثارة ستتجدد بدوري الأبطال بعد أن أوقعت القرعة الهلال بالنصر كمباراة مثيرة، ننتظر فيها كل شيء، فالفريقان يبحثان عن التعويض، وإنقاذ موسمهما خصوصًا النصر الذي خرج هذا العام خالي الوفاض، ولم يبقَ له أمل سوى الفوز على الهلال.. فهل يفعلها النصر؟ الجواب سنراه الجمعة المقبلة.