كتاب اليوم أ.قينان بن عبدالله الغامدي \"الخارجية\" وسفارات أوروبا: استخفاف لا يصدق أتفق مع الزميل - داود الشريان - في أننا \"نتحدى الدول الأوروبية أن تثبت حالة واحدة نتج عنها تخلف لمواطن سعودي\" - الحياة – السبت الماضي – لكنني أختلف معه في توجيه اللوم إلى بعض السفارات والقنصليات الأوروبية في بلادنا (فرنسا وألمانيا وإيطاليا) بسبب المعاملة غير اللائقة التي يجدها السعوديون حين طلبهم التأشيرات والاشتراطات التعسفية التي تضعها والمدة الطويلة التي تستغرقها. أتفق مع - داود - لأن السعودي لا يذهب إلى هناك إلا طالباً, أو تاجراً, أو متعالجاً, أو سائحاً, و في كل الحالات هو \"زائر مربح\" لتلك الدول، فهو لا يبحث عن إقامة غير شرعية أو حتى مجرد البحث عن عمل. وأختلف مع - داود - لأن هذه السفارات والقنصليات المهينة لطالب التأشيرة السعودي، إنما هي جهات تنفيذية لما تمليه عليها حكوماتها، والحكومات لا تتصرف \"عبثاً \" فهي إما لها مبررات \"منطقية\" لا نعلم عنها، أو أنها من باب المعاملة بالمثل، ونحن لا نعلم أيضاً، أو أنها من باب \"الاستعلاء\" المغلف بشروط غير معقولة، وهذه – أشك فيها – لأنها إن تأكدت تعتبر كارثة. لقد قال الزميل - عبدالعزيز السويد - إنه بدون تحرك وزارة الخارجية السعودية لن يحدث شيء، وهذا صحيح، لأن احتجاجات المواطنين السعوديين لا قيمة لها عند تلك السفارات، فهي لم تعتد على ذلك، ونحن ننتظر أن تتحرك وزارة الخارجية السعودية على أحد مستويين، إما إنهاء هذه المعاملة المهينة للسعوديين في هذه السفارات وضمان عدم تكرارها، أو إعلان \"المبررات المقنعة\" التي تجبرها على مثل هذا التعامل المهين مع المواطنين. كما نرجو من وزارة خارجيتنا أن تشمل بعنايتها نموذج الحصول على التأشيرة الأمريكية الذي – كما أوردت الحياة – يتضمن أسئلة وصفتها الصحيفة بأنها – مضحكة للغاية –، وهي في نظري – مستخفة بنا للغاية -، ولابد أن تتوقف عندها وزارة الخارجية وتسأل وتناقش. إذ لا يمكن أن يرد في خيال أعتى \"السورياليين\" أن يكون للسعودي علاقة مع الحكومة النازية الألمانية في أعمالها الاضطهادية. توجيه هذا السؤال وغيره للسعوديين – أو غيرهم – من قبل الأمريكيين مع تعامل السفارات الأوروبية لطالبي التأشيرة من المواطنين، استخفاف يستعصي على التصديق!. ______________________ كاتب يومي بصحيفة \"الوطن\" السعودية.