داء ذو ثلاث شعب استشرى وتعمقت جذوره في مؤسساتنا التجارية ثم في تجارنا الكرام الذين اعطاهم الوطن الشيء الكثير وقابل الكثير منهم ذلك بالجشع والنكران له ولابنائه مصدر رزقهم وثرائهم. إن من يتعمق في حالة الحركة التجارية في بلادنا الحبيبة يصاب بدون شك بالحيرة والذهول وهو ما يشعرنا أننا نعيش وحدنا في جزيرة لا تمت إلى بقية أجزاء العالم بالصلة فالأسعار لدينا نراها تختص بحالة الارتفاع في ظل حالة الانخفاض التي تعيشها بقية السلع في مختلف الأصقاع بينما نجد أن حالة الارتفاع في أسعار موادنا المستهلكة تسبق العالم أجمع عند حدوث ارتفاع الاسعار وليس أدل على ذلك من الواقع الذي يعيشه عالمنا اليوم من الانخفاض الكبير في أسعار كافة المواد المستهلكة من مواد غذائية وطبية والكترونية وتجهيزات منزلية وعربات نقل بمختلف اشكالها واحجامها لكن الامر لدينا مختلف تماما حيث نرى الكثير من أولئك التجار يمارسون جشعهم واستغلالهم للمواطن في ظل التراخي الذي تعيشه الجهة الضابطة لمهنتهم وهي وزارة التجارة التي لم نرها تحرك ساكناً ولم نر لها أدنى أثر على ضبط تلك الممارسات اللامسؤولة فأين أنت ياوزارة التجارة؟ أجيبينا بالفعل الذي نلمسه نحن المواطنين على أرض الواقع لا الذي نقرأه على صفحات الجرائد أو عبر أجهزة التلفاز لقد سئم المواطن تلك الممارسات التجارية من غلاء وغش وجشع من قبل تجارنا الكرام هداهم الله واصلح حالهم رغم قرار قيادتنا الكريمة حفظها الله ورعاها حينما قدمت الدعم الكبير لأسعار بعض المواد الغذائية الرئيسية لكن الحال لم يتغير أبدا بل وجدنا أن الأسعار لازالت ترتفع تباعا فهل أمنتم العقاب يا تجارنا الكرام فاسأتم الممارسة في ظل ضعف وتهاون الأجهزة الرقابية وفي ظل عدم وجود جهة أخرى تستطيع أن تضع السبل البديلة لمكافحة غشكم وجشعكم؟!. إن دولتنا والحمدلله قد فتحت كل الأبواب لأسواقنا وتجارتنا وتركت لكم حرية الحراك في الشراء فلا تقابلوها بحرية رفع الأسعار ليس لشيء إلا لمجرد الطمع والجشع. أسعار المواد الغذائية والكهربائية والالكترونية نراها قد تراجعت كثيرا في بلد المنشأ لكن الأمر لدينا مختلف فالأسعار تتنامى. ولعلي هنا ومن هذا المنبر أناشد وزارة التجارة التي تحمل أمانة حماية المستهلك أن تقوم بدورها المنوط بها. ثم يتبقى الأمر منوطا بنا نحن المواطنين إذ علينا أن نضع حداً لمثل تلك الممارسات كأن نقاطع مثل تلك البضائع المرتفعة أسعارها ونتجه لشراء البضائع الأخرى المماثلة التي تتسم بانخفاض أسعارها وحتى لو لزم الأمر أن نخفف الشراء من تلك البضائع فكما نعلم أن أسواقنا مفتوحة ولدينا الكثير من البدائل من تلك المواد. وعلى جمعية حماية المستهلك المستحدثة قريبا وهي جمعية تطوعية أن تقوم بدورها الإعلامي لمكافحة مثل تلك الممارسات ثم يبقى الامر منوطا بأجهزة الإعلام بكافة اتجاهاتها لتؤدي دورها المنوط بها حيال هذا الجانب التوجيهي التنويري. ثم يأتي دور أجهزة الحسبة التي تناست مثل هذا الأمر الهام الذي كان أحد الأركان الهامة التي تقوم بها أجهزة الحسبة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين فالغش التجاري لون من ألوان الفساد الذي يستوجب محاربته أيضاً. وختاما اقول ان الدور منوط بنا جميعا لمحاربة ذلك الداء وعلينا أن نقوم بذلك الدور كل فيما يخصه فالوطن للجميع والجميع للوطن حبا وفداء. والله تعالى من وراء القصد.