«واصل» البريد لم يصل!! صالح بن خميس الزهراني* صحيح أن إشارة البدء في أي مشروع من سمات التطور، لكن أن تكون تلك الإشارة غير مطابقة للواقع الحالي الذي أنت فيه بالمعايشة، فإن ذلك من العبث بالمتلقي...، و إلا ماذا يعني الخبر المنشور في صحيفة الشرق الأوسط -8/2/1430ه - في تأكيد على أن الضوء الأخضر أعطي من رئيس مؤسسة البريد وأمين العاصمة المقدسة، لتنفيذ نظام العنونة البريدية في مشاريع أمانة العاصمة المقدسة، والاستفادة من أرقام مشروع «واصل» في عدد من التطبيقات المتعلقة بتحديد المباني الآيلة للسقوط، وإسكان الحجاج، وإصدار الرخص للمحلات التجارية، بالإضافة إلى رخص البناء ورخص إسكان الحجاج.. وهذا ما لا أتوقع ان يقوم به البريد، لأن قدراته محصورة في امتلاك العنونة في بعض البعض..!! وهذا يأخذنا إلى استحضار الدفاع المدني - بعد أن غيب - لأنه المسؤول عن المباني الآيلة للسقوط بالتنسيق مع الأمانة وليس مؤسسة البريد، إلا إذا كان البريد في مؤسسته شكل من تنظيمه دفاع مدني ومراقب عن البلديات، وأهمل إيصال الرسالة، واستخدم مصطلح «واصل» سلم وصوله إلى أن يقوم بما يقوم به رؤساء بعثات الحج من استئجار سكن للحجاج، لأن هذا الدور خارج عن قدرة وزارة الحج، بعد أن كان من اختصاص المطوفين إلى أن وصل إلى مؤسسات الطوافة، ومع هذا فإن ما يسمى بالعنونة تلبس واجبات الغير..!! قد نتفق مع رئيس مؤسسة البريد السعودي إذ يقول- بأن البريد هو الجهة الوحيدة التي تملك إحصاء كاملا لكل مناطق المملكة العربية السعودية، سواء كان ذلك في المناطق العشوائية، أو المنظمة والمخططة، أو حتى تلك التي هي غير ظاهرة، وخلف الجبال، وجميع هذه الأماكن مرقمة ولها إحصاء- لكننا لا نختلف معه، خاصة ما كان خلف الجبال، حتى لا يتحول إلى خلف الصخور!!، وأنا أقول لرئيس مؤسسة البريد ما عندك علم برسالتي عبر بريدكم الممتاز، فقد عادت لمن أرسلها، لأن نظامكم قاصر في تسليم الرسالة على مدار الساعة، بمعاونة قلة الأجور، مع ميزانية تتجاوز المليار، وقلة الموزعين وانعدام الإمكانيات الفنية والإدارية!! وللحق أقول إن مؤسسة بريدنا تجبرك على دفع رسوم مالية لاستلام الرسالة المرسلة إليك، بما لا يقل عن 300 ريال للشخص، وبما يقرب من ألف ريال لبعض أفراد الأسرة الواحدة سنويا، بالرغم من تحصيل رسوم إيصالها إليك.. وهي الوحيدة التي تجبر وكلاءها بإعادة الرسالة، اذا لم تكن باسم صاحب الاشتراك، وتغريمه 3000 ريال إذا قام بتسليمها.. هذا بعض ما يأتينا من مؤسسة بريدنا، في مخالفة لنظام البريد المحلي والعالمي!! *************************** *كاتب بصحيفة \"عكاظ\" السعودية0