(شرق) خاص : روت الإعلاميه والصحفيه " سحر خان " لشرق قصة وفاة والدها رحمه الله في جده ، مشيرة الى أنه لم يجد الرعايه الصحيه المطلوبه من ذلك المستشفى الحكومي ، صحيفة شرق الإلكترونيه تعزي الزميله " سحر خان " في وفاة والدها سائلين الله ان يتغمده بواسع رحمته ومغرفته ، وتنشر القصه كما روتها الابنه حيث قالت " أصيب والدي بألم في قدميه ،والعجيب أن قدمه اليسرى إزرق لونها بشكل مخيف ،والدي مصاب بالسكري المرتفع ،وضغط الدم وجلطات والقلب ،لكنه كان منتظم في تناول العلاجات والحمية ،وعندما إزرقت قدمه وبدأ يشتكي منها ذهب للمستشفى الحكومي الشهير المعروف في جدة بعلاجاته الجيدة ومتابعة المرضى بعناية ،لكنهم لم يعرفوا سبب تلون قدمه ،ولا سبب الألم بها ،مع ان السبب واضح وهو جلطة قد تكون في نفس القدم أو الدماغ ،أو حتى غرغرينا بسبب جرح في نفس القدم المتلونة ،المهم اعطوه موعد لعمل قسطرة في القدم ،وعمل أشعة مقطعية بعد أسبوع ،مع اعطائه بعض المسكنات والعلاجات ،بعد أسبوع وكان موعد المراجعة مساء السبت ،المشكلة أن والدي أصبح أكثر شعورا بالألم في قدمه اليسري ،مع زيادة إزرقاق القدم أكثر من ذي قبل ،المهم ذهب حسب الموعد يوم السبت الساعة الثالثة مساء وحتى الحادية عشر مساء ،قضى حوالي ثمانية ساعات ينتظر في قسم الطواريء بالمستشفى الحكومي الشهير ،وكانت حالة والدي متقدمة في المرض فقد انخفض معدل الأوكسجين في دمه وأصبح يعاني من ضيق التنفس ،مع ألم في قدمه جعله يأن منها ،ومع ذلك جلس قرابة ثمانية ساعات دون أن يلتفت أحد لوضعه ولم يكن معه أحد سوى أخي الأصغر،وعند ذلك الموقف ثارت ثائرة أبي وأصبح يصرخ من شدة الألم ،فطلبوا منه مغادرة المستشفى ليتخلصوا من ازعاجه ،وأعطوه بعض المسكنات ،وعندما عاد للمنزل ،زادت معه الكتمة وقلة التنفس ،وأصبح يتصبب عرقا ،مع العلم إنه كان يعاني ارتفاع في درجة الحرارة منذ أسبوعين ومازال معه، وسبحان الله كان وكأنه يعلم بقرب منيته فذهب واستحم وتطهر ،وبعدها نقلناه ثانية لنفس المستشفى الحكومي ،قد تتسائلون عن سبب تمسكنا بتلك المستشفى ،والسبب انها من أفضل المستشفيات بجدة عناية وعلاجا ،والسبب الثاني أن والدي يتلقى العلاج فيها منذ خمسة عشر عاما وله ملف وتاريخ طبي قديم هناك ،عيب تلك المستشفى أنها مزدحمة على الدوام بقسم الطواريء وتعاني من سوء التنظيم،المهم في الطريق للمستشفى وأبي يأن من الألم مع صدور صوت حشرجة تخرج من صدره ،سمعته يقول أنا منتهي ،فدعوت الله له إن كانت منيته قد أتت فلتهون عليه ياالله سكرات الموت ،وإن كان له عمر فأشفه يارب وخفف عنه مصابه،وكنا طوال الطريق نشهده والحمدلله نطقها ،المهم وصلنا باب الطواريء وأحضرت له سريرا متحركا فهو لم يعد يستطيع السير ،وعندما دخل على طبيب ابن حلال باكستاني ،قام بقياس الضغط ودقات القلب ،فقال بالحرف الواحد فورا على العناية المركزة ،كنت معهم أدفع السرير وعندما دخل باب العناية المركزة ،تغيرت نظرات وحركة عينيه ،وأصبح ينظر للأعلى مع اتساع حدقتيه ،فقلت لوالدتي انظري إلى عينيه ،وتابعت النظر إليه فنظر نظرته الأخيرة إلى السماء ثم أسلم روحه لبارئها ،وارتخى جسده وأغلق عينيه ،صرخت فيه أبي وارتميت على صدره وأهز جسده لكن عبثا أحاول ،عندها صرخ فينا رجل الأمن بأن نخرج أنا ووالدتي من الغرفة ،فصرخت والدتي قائلة : الآن بعد أن مات تخرجوننا من الغرفة ،لقد مات بسبب اهمالكم حسبي الله ونعم الوكيل فيكم،وفورا طوق أبي طاقم كبير من أطباء الطواريء وقصوا ثوبه الجديد من المنتصف والذي لبسه في ذلك اليوم وكانت المرة الأولى والأخيرة ،وبعدها خرجنا من الغرفة وقد فقدنا الأمل في صحوته مرة أخرى لأننا نعلم يقينا أنه قد مات ،فاسترجعنا المولى ووكلنا مصيرنا لله ،ولكم أن تحزنوا أو تضحكوا على عبقرية الأطباء ،الذين مازال لديهم الأمل في اعادة ضربات القلب من جديد ،فقد تجمع وتجمهر معظم أطباء الطواريء بغرفة أبي ،واعتبروها حالة طارئة خطرة ،وقاموا خلال ساعة ونصف بعمل الصعقات الكهربائية للقلب ،سبحان الله بعد أن مات اهتموا لأمره ،وأصبح المريض صاحب العناية المركزة في خدمة أطباء من فئة السبعة نجوم ،ولكني حمدت الله تعالى أن روحه زهقت بكل مرونة وسهولة وهي سهالة من رب العباد،والحمدلله أنهم لم يعذبوه بوضع الخراطيم والأنابيب في جسده ولم يوخزوه حتى بإبرة ،ولكني متأسفة على الساعات الثمانية التي قضاها وهو يحتضر ولا أحد ينظر إليه ،وأنا متأسفة كذلك إنني لم أذهب معه في تلك الساعات العصيبة ،والسبب أنه في كل مرة كان يدخل تلك المستشفى يتنوم فيها شهر أو أكثر ثم يخرج لنا سالما غانما ،وهو ليس متقدما في العمر فعمره يبلغ 56سنة ،ولكن المنية قد وافته ،وإنا لله وإنا إليه راجعون ،وسيحاسب كل طبيب يهمل في رعاية مرضاه ،أو يقصر في علاجهم والإهتمام بهم ،والغريبة أن قسم الطواريء كان مزدحما صحيح ،لكن كانت هناك أسرة شاغرة في قسم العناية المركزة ،وكان لاينقصه سوى مدير إداري محنك ،يستطيع تنظيم الفوضى والإزدحام ،بدل تكدس الناس في قسم الطواريء بانتظار رحمة الأطباء المتحجرين القلب ،لن أنسى ماحييت مشهد والدي رحمه الله وهو يسلم الروح لخالقه ،ولن أنسى أننا العرب لدينا امكانيات وعلوم رائعة ،ولكننا نفتقر للتنظيم والترتيب والقيادة الموفقة القوية لإدارة بعض الجهات المزدحمة وخاصة أقسام الطواريء بالمستشفيات ،لإن كل شيء ينتظر إلا الموت ،وكل شيء يتعوض إلا روح الإنسان ،فكم من مريض لفظ روحه مثل والدي وهو ينتظر بقسم الطواريء "