وصل الدكتور محمد عبده يماني، إلى المستشفى السعودي الألماني، بعد صلاة عشاء الأول من ذي الحجة، بسيارة أحد الحضور في مجلس الأمير خالد الفيصل، حيث أُغشي عليه في المجلس. وحالته كانت سيئة جدا.. الدكتور خالد بترجي قال لنا: «إن معاليه جاءنا وقد فارق الحياة قبل 15 دقيقة من وصوله». حاولوا إنعاش قلبه، لكن فشل الأطباء، فخرج طبيب العائلة، وأبلغ أولاده بأن الدكتور يماني.. مات! أصرَّ أحد الأطباء على الاستمرار في عملية إنعاش قلبه، وبعد محاولات عديدة، استجاب القلب «الطيب».. فرح الكل واستبشروا، ونقلوه إلى غرفة العناية المركزة، وظل قلبه يعمل لكن دماغه كان شبه معطّل، واستمر في غيبوبته. وصل الخبر إلى حبيبه وتوأم روحه ورحيمه وصديق العمر الأول والأخير.. الشيخ صالح كامل الذي كان في دمياط، ثلاث ساعات ونصف استغرقت رحلته إلى القاهرة.. تأخر وصول طائرته الخاصة، وصل إلى جدة الساعة الرابعة صباحا، فورا انتقل إلى المستشفى.. رأى حبيبه مسجى.. لم يتكلم. صمت.. ألم.. صدمة.. مصيبة.. ظل على هذه الحال ساعتين، قالوا له إنك مُتعب.. عد إلى البيت.. لترتاح. عاد إلى المستشفى بعد صلاة الظهر تخنقه العبرات.. الأخبار تأتي شحيحة.. كئيبة، الساعة الثامنة مساء، الأمير خالد الفيصل يزور اليماني، بعدها، بدأ الأطباء والعائلة يتدارسون قرار نقل «شفيع الحجاز» إلى المستشفى التخصصي ومن ثمَّ إلى ألمانيا. الساعة التاسعة تقريبا، توقف القلب «الطيب».. حاول الأطباء إنعاشه.. لكن، وبأمر الله، سبحانه وتعالى، لم يرد القلب أن يعود إلى ملايين المحبين.. جاءني الأخ سعود دهلوي، ونحن في بهو المستشفى.. قال لي باكيا: «الله يرحمه.. مات الدكتور».. يا إلهي.. مات الدكتور؟ بعد قليل نزل المهندس عبدالعزيز يماني ومعه الأخ عبدالله صالح كامل، وأعلن لمحبي الدكتور، قال «أُعزيكم في وفاة والدي.. لقد مات محمد عبده يماني». مات شفيع الحجاز.