(شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد القميزي : السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: يا دكتور أنا شاب عمري 21 أعاني من تعلق بعض الشباب بي وحدثت بيني وبينه مشكله وتركنا بعض لكن هو يصر على انه لا يزال صديق رغم أني أصرح له بعبارات صريحة مثل إني اطرده . أو أقول له إلي بين وبينك انتهى وألاحظ من خلال رسائله وكلامه يعتذر بكلمات توحي بالحب والتعلق تعبت معهم كيف اقدر أخليهم يبعدون عني أتمنى مساعدتك. الاستشارة: أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فأقدم لك باقات من الشكر والتقدير على ثقتك الكريمة التي أوليتها لصفحة عزيزتي شرق لطرح مشكلتك الشخصية التي تعاني منها، والله أسأل التوفيق لتقديم الاستشارة التي تنفعك في الدنيا والآخرة. أخي الكريم: تشتكي في رسالتك من تعلق شاب بشخصك، وقد حدثت بينكما يبدو العديد من المشكلات، نتج عنها ابتعادكما عن بعضكما البعض، ثم عاد ذلك الشاب إلى التعلق بك مرة أخرى برغم ما تصرح به من عبارات بعدم رغبتك في استمرار العلاقة، وتشير إلى أنه يرسل لك رسائل اعتذار تتضمن كلمات توحي بالحب والتعلق، وقد تعبت من هذه العلاقة وترغب في تخليه عنك. وترغب في مساعدتك على ذلك. أخي الكريم: مما بنيت عليه الحياة تكوين العلاقات الاجتماعية بين الناس، وهذه العلاقات أساس في استمرار الحياة وازدهارها وتبادل الخبرات والاستفادة منها وتطويرها، ولا شك أن النفوس تميل إلى من يشابهها أو من تجد أن لديه مجموعة من الخصائص والمقومات التي تستفيد منها. بمعنى أن الناس يرتبطون مع بعضهم البعض من أجل فوائد يحققونها من ذلك الارتباط. وقد يكون الارتباط طويل أو قصير بناء على تحقيق تلك الفوائد، ومن أقوى تلك الروابط رابطة الإيمان والأخوة في الله التي تمتد حتى بعد الوفاة. ومن تلك الروابط روابط المصلحة التي تنتهي بنهاية تلك المصلحة. أخي الكريم: أما ما ذكرته من تعلق أحد الشباب بك وعدم ابتعاده عنك برغم ما تصرح به من عدم رغبتك في الاستمرار معه فاعتقد أنه ارتباط عاطفي (مشاعري)، وإلا لو لم يكن كذلك لابتعد عنك وتركك، لأن النفوس غالباً ترفض من يرفضها. إلا إذا كان التعلق عاطفياً. وبما أنك تطلبي مني المساعدة في كيفية ابتعاد هذا الشاب وغيره عنك فيمكنك إتباع بعض الخطوات التالية: (1) إن كنت طالباً جامعياً التفت إلى الاهتمام بدراستك وأولها جل اهتمامك، وانشغل بها عن هؤلاء الشباب، وكلما طلبوا المقابلة أو الحديث أشعرهم بانشغالك وعدم قدرتك على الجلوس معهم. (2) اشغل نفسك دائماً بالأعمال المفيدة والهوايات النافعة، مثل ممارسة بعض الأعمال التجارية أو الأنشطة الثقافية والاجتماعية، والالتحاق ببعض الصالات الرياضية والترفيهية. (3) الإنسان مجبول على الالتقاء بالآخرين، فحاول أن تنتقي لك صحبة تتناسب مع أخلاقك وصفاتك ولديها الطموحات العالية في اكتساب المعالي دائماً، وبهذا تنشغل بهذه الصحبة عن أولئك، كما أنهم سيشعرون ببعدك عنهم إلى غيرهم. (4) صرّح مراراً وتكراراً بمشاعرك تجاه الآخرين، بمعنى عبّر عن حب من تحب وعبّر عن عدم حب من لا تحب، ولكن بالأسلوب المناسب الذي لا يؤذي مشاعر الآخرين ويحقق لك ما تريد. (5) اشعر الآخرين دائماً بأنك إنسان لك مبادئك وقيمك وأخلاق التي لن تتنازل عنها إرضاءً لأي إنسان. وكلما زاد تمسكك بهذه المبادئ والقيم والأخلاق، زادت قناعة الناس بك. بعدها ثق أنه لن يحاول إقامة صداقات معك إلا من يماثلك في تلك المبادئ والأخلاق. أخيراً: أتمنى لك حياة سعيدة هانئة بعيدة عن القلق والمقلقين، ودمت موفقاً مسدداً في دروب الخير والنجاح،،،، الاثنين 3/2/1431ه