مازال البحث عن سيارة "لكزس" في قاع البحر بجدة صباح أمس إثر سقوطها من أعلى كوبري بحيرة الأربعين بعد اصطدامها بسيارة أخرى من نفس النوع، رغم عمليات بحث واسعة استمرت حتى المغرب، شاركت فيها كافة الأجهزة الأمنية من سلاح الحدود والشرطة والمرور، إضافة إلى أمانة جدة والهلال الأحمر. وكانت غرفة عمليات سلاح الحدود بمحافظة جدة قد تلقت بلاغا عند الساعة السابعة والثلث صباح أمس من أحد المواطنين، يفيد بوقوع حادث تصادم بين سيارتين من نوع "لكزس" أعلى كوبري بحيرة الأربعين المحاذي لمنطقة سوق السمك بجدة المعروف باسم (البنقلة)، هوت على إثره إحدى المركبتين في قاع البحر أسفل الكوبري. وقد هرعت كافة الأجهزة الأمنية إلى الموقع حيث تم تمشيطه تحت الماء بناء على العلامات الظاهرة أعلى الكوبري، والتي توضح مكان ارتطام المركبة بالحافة العلوية للجسر، وتضررها جراء الاصطدام. ولم تسفر عملية البحث عن العثور على السيارة. وقد اعتمد رجال سلاح الحدود في عمليات البحث، على عدد كبير من الغواصين والمحمولين على زورق بحث، إضافة إلى قاربين صغيرين وغواص متطوع من أمانة محافظة جدة. وقال إبراهيم هاشم النعيزي، غواص متطوع من أمانة جدة وقائد مركب، والغواص محمد العمري، جندي بسلاح الحدود إنهما أول من قاما بعملية النزول لقاع البحر بحثا عن المركبة حيث وصلا إلى مسافة 8 أمتار. وأضافا أن الموقع كان خطيرا جدا من حيث عمق الحفرة أو ما أسموه بالفجوة لكثرة التراب الذي تنعدم فيه الرؤية تماما. وتمت الاستعانة بمجس حديدي يبلغ طوله 3 أمتار من موقعهما تحت الماء غير أنهما لم يعثرا على شيء ما يدل على العمق الكبير للفجوة. من جانبه، أوضح رئيس الشؤون العامة بحرس الحدود بمنطقة مكةالمكرمة المقدم صالح الشهري، أن عمليات حرس الحدود تلقت بلاغا عن سقوط السيارة في البحر دون تحديد عدد ركابها، وأن عمليات البحث الأولية استمرت منذ الصباح وحتى الساعة السادسة مغرب أمس دون أن تسفر عن وجود شيء يذكر. وأضاف أنه سيتم الاستعانة بجهاز كشف المعادن لتحديد موقع المركبة والتعامل معه بشكل دقيق حيث إن الموقع يشكل خطرا على الغواصين ما لم يتم معرفة ما تحتويه "الفجوة" التي تم تحديدها وكذلك معرفة عدم وجود عوائق أو مكامن خطرة على حياة الغواصين داخلها. وذكر شاهد عيان في الموقع، أن السيارة الأخرى كانت تقل شابين، وأن أحدهما نقل إلى المستشفى جراء إصابات تعرض لها، فيما تم نقل زميله الذي لم يصب بأذى إلى حجز المرور. يذكر أن الموقع الذي سقطت فيه السيارة يعد من أشد مواقع التلوث بمياه مجاري الصرف والتي تشكل في قاع البحر ما يعرف بالحمأة، وهي عبارة عن رسوبيات متراكمة لسنوات طويلة يؤدي تحريكها إلى إثارة الأتربة بشكل يحد من الرؤية الواضحة.