على النقيض مما تسعى له وزارة الصحة في الرقي بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين والمقيمين تقف معاناة الطفل محمد خالد مشيط العسيري 12 عامًا والذي أجبرته ظروفه الصحية على المداومة المستمرة في مراجعة مركز الرعاية الأولية بحي بدر ومستشفى الولادة والأطفال بالدمام وذلك لأنه يشكو من حساسية الصدر. ويقول والد الطفل محمد: إنه في كل مرة يقوم بمراجعة المركز أو المستشفى يخرج بمعاناة جديدة من الإهمال تترك معها آثارًا على جسده حتى يحتفظ بها في ذاكرة الألم دون أن يجد من يخفف عنه تلك المعاناة في ظل تخلي المسؤولين عن محاسبة المقصرين من أطباء وممرضين. ويروي والد الطفل آخر فصول المعاناة التي تعرض له ابنه عندما توجه إلى مستشفى الولادة والأطفال بعد تعرضه لأزمة تنفسية حادة وعند وصوله إلى قسم الإسعاف اضطر للانتظار من الساعة الحادية عشرة مساءً إلى الساعة الثانية فجرًا ليتمكن من عرض ابنه على الطبيب المناوب الذي لم يبد أي اهتمام بالحالة وبدا ذلك من خلال بعض التصرفات التي كان يقوم بها الطبيب وبعد إجراء الكشف على الطفل وجه الممرضات بإعطائه ثلاث جرعات من البخار وحقنة للتخفيف من حدة النوبة التي يعاني منها. ويضيف خالد العسيري: بأنه من خلال توجيه الممرضتين المناوبتين بالتعامل مع الطفل بدأت الفصول الأخرى من المعاناة حيث ظهر منهما التعالي في التصرفات مع الطفل من خلال توجيه بعض عبارات التأنيب وذلك أثناء الكحة التي تصدر من الطفل ولم تقف مهازلهن عند هذا الحد بل تجاوزتها إلى عدم تمكنهن من إعطائه الحقنة الوريدية التي جعلت من ابني حقلاً لتجاربهن ولتدريبهن على إعطاء الحقن للأطفال فلم تنجح أي منهما في الوصول إلى الوريد بعد خمس محاولات فاشلة في أجزاء متفرقة من يدي ابني مما اضطرهن لطلب العون من إحدى الممرضات الوافدات التي قامت بالمهمة بدلاً عنهن ومن المحاولة الأولى نجحت في تخليص ابني من التجارب المتعثرة التي تبدو آثارها على يديه. ويرى العسيري أن من أهم المعوقات التي حالت دون تمكن الممرضتين من أداء مهمة إعطاء الحقنة هو الاهتمام والعناية بطول أظافرهن التي أعاقتهن عن الوصول إلى موضع الوريد في كلتا اليدين. ويصف العسيري التطورات التي وصلت لها هذه المعاناة بعد أن تقدم بشكوى إلى الطبيب المناوب الذي تنصل من مسؤوليته عما جرى نافيًا أن يكون له علاقة بعمل التمريض وأن الشكوى مرجعها إلى المدير المناوب الذي استقبل الشكوى ووعد بتحويلها إلى مدير المستشفى. ويذكر العسيري أنه لم يتوصل إلى أي رد من المسؤولين في المستشفى عن هذا الإهمال.