أعلن إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال مساء الاثنين 12-1-2009 أن "النصر قريب" في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة, معلنا في الوقت نفسه أن حركة حماس "تتعامل بإيجابية مع أي مبادرة توقف العدوان وتنهي الحصار". وأشاد هنية بصمود أهل غزة في مواجهة الهجوم الإسرائيلي. وقال إنه وبعد 17 يوما لم تسقط غزة وسينتصر الشعب الفلسطيني. وقال إن شعب غزة ضرب المثل في التعاون والوحدة "فكأنهم جسد واحد". ودعا أهل غزة إلى استمرار التعاون والتضامن مشيرا إلى أن ذلك "يعكس الثقة في نصر الله". ووجه التحية إلى المسلحين قائلا "أيها المجاهدون إنكم تدافعون اليوم عن شعبكم وكرامته، فأنتم أصحاب القرار وصناع النصر وأنتم تاج هذه الأمة وباسم الشعب الفلسطيني أقول إننا نقبل رؤوسكم وستصنعون النصر وهو قادم". وكان طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة قال في بيان صحافي: "نؤكد لشعبنا أن النصر أصبح أقرب من أي وقت مضى, فالعدو يتخبط كيف يتعامل مع صمودكم الأسطوري". وأضاف أن حكومته "لا تزال تضطلع بكامل مهامها رغم تقسيم القطاع وتقطيع أوصاله وتواصل تحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين في شتى المجالات وتعمل على إيصال خدماتها لأبناء القطاع". وأشار البيان إلى أن "برنامج الصمود وخيار المقاومة ثابت في ضمير ووجدان هذا الشعب وراسخ في مواجهة آلة الحرب الصهيونية ويزداد قوة وتجذرا في صفوف المواطنين التواقين للنصر". كما دعا المواطنين إلى "عدم الركون إلى الدعاية التي يمارسها الاحتلال وبعض المواقع المسمومة التي تروج الأكاذيب وتعمل على ضرب الروح المعنوية لشعبنا". وبالمقابل، هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بأن إسرائيل ستضرب ب"يد من حديد" في غزة في حال واصل الفلسطينيون إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل. وقال أولمرت في ختام زيارة لمنطقة جنوب إسرائيل التي تتساقط فيها الصواريخ الفلسطينية: "نريد وضع حد للعملية عندما يتوفر شرطان: وقف القصف بالصواريخ, ووقف تسليح حماس". وتابع أولمرت "أي شيء آخر سيواجه بيد من حديد من قبل الشعب الإسرائيلي الذي لم يعد يريد التسامح مع صواريخ القسام". وتساءل "هل سيستغرق هذا الأمر وقتا؟ فليستغرق وقتا. سنواصل (عملياتنا) ما دام ذلك ضروريا لإزالة هذا التهديد". ودخل الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الاثنين يومه السابع عشر, وسقط فيه حتى الآن 917 قتيلا فلسطينيا بينهم 277 طفلا إضافة إلى 4100 جريح. وتقول إسرائيل إن عدد القتلى الإسرائيليين بلغ 13 هم ثلاثة مدنيين قتلوا بسبب الصواريخ وعشرة جنود. وأصدر مجلس الأمن الدولي الخميس قرارا يدعو فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة, الأمر الذي رفضته الدولة العبرية. وأعلنت حماس أنها "غير معنية" بهذا القرار. وتخوض القوات الإسرائيلية معارك ضارية مع مقاتلي حركة حماس في استمرار للضغوط العسكرية على الحركة الإسلامية مع تجنب الدخول في حرب مدن واسعة النطاق وهي خطوة من شأنها تعقيد الجهود الدبلوماسية الجارية لإنهاء الحرب في غزة. إسرائيل تدفع قوات الاحتياط لغزة وصرح متحدث باسم الجيش الاسرائيلي بأن القوات الاسرائيلية أشركت جنود الاحتياط في الحملة التي تقوم بها على غزة معلنة أن هدفها هو وضع حد للهجمات الصاروخية عبر الحدود من القطاع الذي تسيطر عليه حماس. غير أن اسرائيل ما زالت تحجم عن بدء الهجوم الشامل أو المرحلة الثالثة من الحملة العسكرية التي تعد أكثر هجماتها دموية على النشطاء الفلسطينيين منذ عقود، وتتمثل في دخول مدينة غزة وغيرها من المدن والبلدات لمنح مزيد من القوة الدافعة لحملتها الجوية وهجومها البري. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني المرشحة لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات تجرى في العاشر من فبراير/ شباط إن القصف المفاجئ لقطاع غزة في بداية العمليات في 27 ديسمبر/ كانون الاول وتوغل المدرعات في القطاع بعد ذلك بأسبوع "أعادا قوة الردع الإسرائيلية". غير أن البرامج الاذاعية الصباحية في اسرائيل ما زالت تقطع لبث تحذيرات تعلن عن هجمات صاروخية على بلدات لا يكون أمام سكانها سوى بضع ثوان للاختباء قبل وصول الصواريخ. وذكر الجيش أن عشرة صواريخ سقطت في النصف الاول من اليوم. ولم يصب أحد. قتال ضار واشتبك جنود إسرائيليون مع نشطاء حماس إلى الشرق والشمال من مدينة غزة التي يتناثر فيها الركام في قتال وصفه السكان بأنه ضار. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته شنت أكثر من 25 هجوما وهو أقل مما شنته في كثير من الأيام السابقة. وتابع أن الهجمات استهدفت نشطاء لحماس ومخابئ للاسلحة ومواقع لإطلاق الصواريخ ونفقا لتهريب الأسلحة تحت الحدود بين غزة ومصر. وقال الجيش في بيان: "كانت القوات البرية مشاركة في العمليات في عدة حالات وقعت فيها إصابات في صفوف المسلحين." وذكر عاملون في القطاع الطبي أن القوات الإسرائيلية قتلت ثمانية فلسطينيين بينهم أربعة مدنيين على الأقل في أعمال عنف وقعت اليوم. محور صلاح الدين وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل متكرر محور صلاح الدين على حدود غزة مع مصر التي تمتد 14 كيلومترا مستخدمة أحيانا ذخيرة "خارقة للتحصينات" تنفجر تحت الأرض وتسبب موجات اهتزازية في محاولة لتدمير الأنفاق. ووصف دبلوماسيون غربيون تحدثوا مشترطين عدم نشر أسمائهم القيام بعملية برية لإعادة السيطرة على محور صلاح الدين وأجزاء من بلدة رفح بأنها من بين خيارات "المرحلة الثالثة" الإسرائيلية إذا فشلت المحادثات بشأن وقف لإطلاق النار. ومن شأن القيام بهجوم بري أن يتيح لإسرائيل استخدام الجرافات ومعدات تعمل بالموجات الصوتية لهدم الأنفاق التي لم تدمرها الهجمات الجوية. وتفيد تقديرات مشغلي الأنفاق الفلسطينيين في المنطقة بأن مئات من الأنفاق السرية دمرت لكن مئات أخرى ما زالت سليمة