حمّل عضو هيئة التدريس في كلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد مدرس المجتمع مسؤولية، حوادث الغرق التي تقع في بحر جدة، مرجعاً اتهامه إلى قلة اطلاعهم بمخاطر البحار، وإدراكهم عن آثار تلوثها، وإغفال دور الأسرة في مراقبة أبنائها. وطالب مدرس بعدم تحميل حرس الحدود فوق طاقته، في حادثة الغريقة «فاطمة الصعب» عازياً اختفاءها في المياه إلى كثرة مصبات الصرف الصحي التي تفرغ في الشواطئ المقابلة لميدان النورس، ما أدى إلى تلوث المنطقة بمادة «العكار» سوداء اللون التي تعيق عمل فرق الإنقاذ، أثناء بحثهم عن الغريقة. وألقى مدرس باللائمة على حرس الحدود لعدم وضعه لوحات تحذيرية بشكل بارز في الموقع توضح عواقب السباحة في المناطق الخطرة، متمنياً من أصحاب المنتجعات أن يأخذوا العبرة من تلك الحادثة، وأن يخصصوا مدربين للإنقاذ على حدود البحر مع منتجعاتهم، لاسيما وأنهم يتقاضون مبالغ باهظة من مرتادي منتجعاتهم. بدوره، برأ الناطق الإعلامي لحرس الحدود في منطقة مكة المقدم صالح الشهري ساحة جهاز الحرس من اتهام ضعف البرامج التوعوية والإرشادات الخاصة بالمناطق الخطرة، مؤكداً أنهم وضعوا اللوحات الإرشادية في كل الأماكن الخطرة، لاسيما المكان الذي سقطت فيه الغريقة. مشيراً إلى اعتمادهم خمسة أماكن صالحة للسباحة في ساحل جدة. وفيما أكد مساعد الأمين العام لأمانة جدة لشؤون البيئة محمد عبدالسلام أن المنطقة التي سقطت فيها الغريقة، تعتبر من أقل مناطق البحر تلوثاً، وهي طبيعية في ظل ما تشهده المحافظة من مشاريع جبارة في شبكات الصرف. موضحاً أن الأمانة أجرت قياسات كيماوية على أماكن معينة في البحر، وكانت النتائج مواكبة لقوانين الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، قال رئيس قسم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبداللطيف نعمة الله إن كورنيش جدة لم يجر عليه أية دراسات بيئية، مشيراً إلى أنهم سيعملون على إنشاء دراسة علمية تخص جوانب البيئة في المكان. وأوضح نعمة الله أن شواطئ العالم الخاصة بالسباحة وغير الخاصة بالسباحة، توجد بها لوحات إرشادية ، سواء كانت تحذيرية أو تعليمية، «ليس ذلك فحسب بل تتطرق أساليب التوعية إلى أسباب المنع وما يؤدي اليه، كما توجد فرق مراقبة بالقرب من الشواطئ الخطرة».