بعد أكثر من 600 يوم من الحصار، تبدأ اليوم المساعدات الإنسانية بالدخول إلى مدينة حمص، بحسب ما أكدته وزارة الخارجية الأميركية في أول تعقيب لها على الاتفاق الذي تم إبرامه بين نظام الأسد والأممالمتحدة. كما أكد أبوالحارث الخالدي، المفوض عن المدنيين، في بيان حول الاتفاق مع النظام حول إخراج العائلات من حمص المحاصرة وبإشراف من الأممالمتحدة، حيث تم الاتفاق مع النظام على وقف إطلاق النار أربعة أيام، يتم خلالها إخراج جميع النساء والأطفال دون سن الخامسة عشرة وكبار السن فوق سن الخامسة والخمسين. وتعهد أبوالحارث بتنفيذ بنود الاتفاق وضمان سلامة طواقم الأممالمتحدة والصليب الأحمر المتواجدة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر. وتعليقاً على الاتفاق بين الأممالمتحدة والنظام السوري، رحبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي بذلك، قائلة إنه سيشكل هدنة انسانية، يتم خلالها اخلاء المدنيين وتوزيع مواد غذائية ومساعدات انسانية اخرى، ما سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالي 2500 مدني محاصرين بسبب المعارك. وأضافت الخارجية الأميركية أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأممالمتحدة والنظام السوري بشأن حمص يدخل حيز التنفيذ صباح اليوم الجمعة. ومن جانبه، أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو استقبلت بارتياح الأنباء الواردة من سوريا عن التوصل إلى اتفاق حول عقد "هدنة إنسانية" في حمص. وكشف المصدر أن مفاوضات معقدة وطويلة جرت بين محافظ حمص والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة، يعقوب الحلو، ولعبت فيها السفارة الروسية في دمشق دوراً نشطاً. وكانت الأممالمتحدة رحبت في وقت سابق بالاتفاق الذي يقضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى الأحياء القديمة في حمص وإخراجِ المحاصرين الراغبين في المغادرة. إلى ذلك، أوضحت الأممالمتحدة أنها ليست طرفاً في الاتفاق وأنها جاهزة لتوصيل المساعدات، إلا أنها لم تحصل بعد على موافقة على التحرك من قبل الحكومة والمعارضة في الحرب السورية بناء على الاتفاق المذكور. وقال المتحدث فرحان حق في بيان "الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة المشاركة أعدت أغذية وأدوية ومواد أساسية أخرى على مشارف حمص استعدادا لتوصيلها فوراً عقب اعطاء طرفي الصراع الضوء الاخضر لتوفير ممر آمن". من جهته، أعلن النظام السوري في وقت سابق أمس الخميس أنه توصل لاتفاق يسمح للمدنيين "الأبرياء" بمغادرة المدينة القديمة المحاصرة في حمص والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في خطوة من المحتمل أن تكون أول نتيجة إيجابية بعد محادثات السلام التي اختتمت في جنيف الأسبوع الماضي دون إحراز تقدم. في المقابل، شككت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور في إخلاص نوايا الحكومة السورية. وقالت من نيويورك: "نظراً لأن النظام السوري حتى هذه اللحظة وصف كل من يعيش في أراضي المعارضة بأنه إرهابي وهاجمهم على هذا الأساس فلدينا لذلك ما يدعونا للتشكك الشديد". وأضافت باور قولها إن واشنطن تشعر "بقلق بالغ على كل من يقع في أيدي النظام ويأتي من جزء من البلاد يخضع لسيطرة المعارضة". يُذكر أن الحصار المفروض على الحي القديم في مدينة حمص استمر لأكثر من عام. ويقول نشطاء إن نحو 2500 شخص محاصرون داخل المنطقة يعانون من الجوع وسوء التغذية. وهؤلاء شريحة صغيرة فقط من السوريين المحاصرين في أنحاء البلاد والذين هم في حاجة ماسة للمساعدات.