أكدت الأممالمتحدة أمس توصلها مع النظام السوري إلى «هدنة إنسانية» في مدينة حمص المحاصرة، ما يسمح بإمكان خروج مدنيين منها ودخول مساعدات إنسانية إليها، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط سجن حلب شمالاً، بعد اقتحام المعارضة السجن وتحرير مئات السجناء. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل «ما لا يقل عن 20 عنصراً من القوات النظامية، بينهم 8 قضوا صباحاً بتفجير مقاتل من «جبهة النصرة» عربة مفخخة، كما لقي 12 مقاتلاً على الأقل من مقاتلي الجبهة حتفهم، غالبيتهم من السوريين. وأفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، بأنه «بعد معركة تمت بالتنسيق بين عدد من الكتائب العسكرية المقاتلة في صفوف الثوار، وبعد حصار صعب استمر قرابة 9 أشهر، تمكن الثوار من دخول سجن حلب المركزي وتحرير السجناء المعتقلين فيه». لكن التلفزيون الرسمي السوري نفى سيطرة المقاتلين على أجزاء من السجن. إلى ذلك، قال «المرصد» إنه وثَّق «استشهاد 246 شخصاً، بينهم 73 طفلاً دون سن الثامنة عشرة (...) وما لا يقل عن 22 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة، خلال الأيام الخمسة الفائتة جراء القصف بالبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرة المروحية على أحياء حلب الشرقية». وفي دمشق، ألقى الطيران المروحي أمس 22 برميلاً متفجراً على مناطق في مدينة داريا بعد إلقائه 12 برميلاً أول من أمس و20 برميلاً قبل أيام. الى ذلك، قال الناطق باسم الأممالمتحدة فرحان حق، إن المنظمة الدولية ترحب بالتقارير عن الاتفاق على هدنة إنسانية لمدينة حمص السورية المحاصرة للسماح بإجلاء المدنيين وتوصيل المساعدات. وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أفادت ب «توصل محافظ حمص طلال البرازي والممثل المقيم للأمم المتحدة في سورية يعقوب الحلو إلى اتفاق يقضي بخروج المدنيين الأبرياء من المدينة القديمة وإدخال مساعدات إنسانية للمدنيين الذين اختاروا البقاء داخل المدينة». في نيويورك، شهدت جلسة مجلس الأمن أمس سجالاً عنيفاً بين سفيري بريطانيا مارك ليال غرانت وروسيا فيتالي تشوركين أثناء مناقشة الملف الكيماوي السوري، ما عكس حدة الانقسام في شأن الأسلحة الكيماوية والأزمة الإنسانية في سورية. وحاول تشوركين من دون جدوى شطب اسم بريطانيا من لائحة الدول التي تواكب السفينتين الدانماركية والنروجية الموكلتين نقل الأسلحة الكيماوية إلى خارج سورية، ما وتر المناقشات التي جرت خلف أبواب مغلقة لنحو ساعتين، وفق ما أكد ديبلوماسيون شاركوا في النقاش. واستبق تشوركين الجلسة بتوجيه رسائل حازمة إلى الأعضاء الغربيين في مجلس الأمن الذين يعدون مشروع قرار إنساني في شأن سورية، مؤكداً رفض روسيا القاطع لمثل هذا القرار. وقال في لقاء ضيق مع صحافيين: «نحن ضد الانتقال إلى قرار في مجلس الأمن» وإن «التوقيت الآن غير مناسب على الإطلاق» لطرح مشروع القرار. وردت السفيرة الأميركية سامنثا باور على تشوركين من دون أن تسميه، مؤكدة ضرورة تحرك المجلس «لتوجيه رسالة قوية إلى النظام السوري الذي يواصل قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة ويمنع وصول المساعدات». وأشارت إلى أن الاتفاق في شأن حمص القديمة لا يزال في مرحلته الأولية، ذلك أن «250 ألف سوري يعيشون في مناطق محاصرة والنظام يقصفهم على أنهم إرهابيون، ولا يجب أن نحيد أنظارنا عنهم». وقالت: «على مجلس الأمن التحرك قدماً ليوضح للنظام السوري أن تسهيل المساعدات الإنسانية ليس مجرد خيار». واستمع المجلس أمس إلى منسقة البعثة الدولية للتفتيش عن الأسلحة الكيماوية سيغرد كاغ، التي قالت إن «على الحكومة السورية أن تسرّع وتيرة نقل الأسلحة الكيماوية إلى ميناء اللاذقية (غرب سورية)، وإلا فإن التقيد بالإطار الزمني المتفق عليه لن يكون ممكناً». وأكدت أن «الحكومة السورية لديها كل التجهيزات المطلوبة لنقل المواد الكيماوية، وهي ملزمة بموجب التزاماتها ومسؤولياتها التقيد بالاتفاقية التي وقعت عليها» بانضمامها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وقال السفير البريطاني إن «هناك حاجة لاتخاذ إجراءات مناسبة لتسريع عملية نقل المواد الكيماوية لإخراجها من سورية»، في حين دافع تشوركين عن التزام الحكومة السورية بخطة نقل الأسلحة الكيماوية. وقال: «نتحدث عن تصرفهم بمسؤولية وهم لا يريدون أن تتعرض المواد الكيماوية لأي اعتداء من المعارضة». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله، إن القوات البحرية الروسية والصينية تتحمل اليوم مسؤولية كبيرة عن تدمير الأسلحة الكيماوية السورية. وأضاف في اتصال هاتفي مع نظيره الصيني شي جينبينغ، أن موسكو وبكين قد بذلتا جهوداً كبيرة من أجل تحويل الأزمة السورية إلى المجرى السلمي، بما في ذلك من أجل تدمير الأسلحة الكيماوية.