بث المركز الإعلامي في مدينة معضمية الشام بريف دمشق، صوراً لأطفال توفوا بسبب الجوع على حد قوله، ونقل حالات عدة إلى المستشفى الميداني في المدينة، بسبب سوء التغذية الشديد، فيما لم يتسن التأكد من صحة هذه الأنباء من مصدر مستقل. تختصر أجساد أطفال معضمية الشام قصة كارثة إنسانية حلّت فعلا بأكثر من 12 ألف مدني، بينهم 7000 طفل وامرأة، يكابدون من أجل سد الرمق، وأكثر ما يجدونه الآن بعض النباتات وقليلاً من الماء، بسبب الحصار المحكم على المدينة من نحو عام من قبل قوات النظام السوري. معاناة هذه المدينة لم تتوقف عند قصف عنيف ومركز شنته عليها قوات النظام السوري، فقد جاء الموت من طريق آخر أيضا، إذ منع النظام دخول المواد الغذائية توازيا مع انقطاع كل مستلزمات الحياة الأخرى، من كهرباء وماء واتصالات، ليعيش ما تبقى من سكانها حياة بدائية كاملة. وحين يحل الجوع، فإن الأطفال هم الضحايا المباشرون، ففي أقل من عشرين يوما توفي ستة أطفال، نتيجة سوء التغذية والنقص الحاد في الغذاء وحليب الأطفال، وفقا لسكان في المدينة، أو على الأقل ما تظهره هذه الصور. وأكد السكان أن الوضع الإنساني يزداد سوءا أكثر فأكثر، مع وجود خمسة عشر طفلا تحت الملاحظة حالياً. كما أشاروا إلى أنه في ظل نقص الطحين منذ سبعة أشهر، وفقدان الخبز اليابس منذ خمسة أشهر، أطلقوا حملة ضد الحصار، ولجأوا الى الطبيعة لاقتيات ورق العنب والزيتون، ويخططون لاستثمار الخريف في زراعة حدائق المنازل بما يمكن أن يواجه المجاعة وينقذ الأطفال من مهالكها المؤكدة. وبدت تظهر أعراض نقص التغذية على سكان المدنية، من حيث التعب الشديد والصفرة بالوجه وعدم التئام الجروح. علاوة على انتشار الأمراض والأوبئة، فقد أدى تلوث مياه الشرب في المدينة الى زيادة الإصابة بالإسهال والالتهابات المعوية، وما رافقها من قرحة مزمنة، وجلطات مفاجئة. المرصد السوري لحقوق الإنسان والهيئة الشرعية في الأحياء المحاصرة أطلقوا مناشدة إلى المنظمات الإنسانية، للسعي بكافة الوسائل لفك الحصار وإدخال المواد الإغاثية والأدوية اللازمة للمنطقة التي يقطنها عشرات آلاف المدنيين.