يعيش الشعب السوري في جميع مدنه وبلداته وقراه وضعا إنسانيا بالغ الصعوبة في ظل استمرار المعارك واستمرار استهدف النظام لكل مقومات الحياة في المناطق المحررة، وزاد في صعوبة وخطورة الوضع الإنساني اشتداد البرد مع حلول فصل الشتاء في ظل فقدان وقود التدفئة، وأكد الناطق باسم المكتب الإعلامي للجيش الحر في إدلب شادي رحمون ل «الشرق»: أن منطقة ريف إدلب تعاني من وضع إنساني بالغ الخطورة وكثير منهم لا يجدون مايقيهم من قسوة البرد والجوع خاصة بعد موجة الثلج ومن ثم الصقيع الذي يضرب المنطقة، وأضاف رحمون أن كثيرا من المناطق تتعرض للقصف بشكل يومي كما الحصار الذي يفرضه النظام على المنطقة وتستهدف قواته المساعدات والمواد الإغاثية التي يحصلون عليها، وأكد رحمون أن نقصا حادا في المؤن والأغذية يعاني منه جميع سكان المنطقة في ظل انقطاع تام للكهرباء في أغلب مناطق الشمال السوري، وأوضح أن عددا من القرى في ريف إدلب لم تعرف الكهرباء منذ أكثر من ثلاثة أشهر، كما أن المياه الصالحة للشرب قطعها نظام الأسد، ويلجأ الناس إلى تعبئة المياه للشرب من مياه المطر عن طريق احتوائها من أسطح المباني التي سلمت من القصف، وأشار رحمون إلى نقص حاد في الأدوية والناس ليس لديهم حتى «المسكنات» خاصة بعد عزل القرى المحررة عن مركز المحافظة خدماتيا وكذلك حليب الأطفال، كما نوه رحمون إلى مسألة تراكم القمامة في الشوارع حيث لايوجد إمكانية حتى للسكان من التخلص منها في ظل القصف المستمر وسقوط الضحايا، وحذر من خطورة هذا الوضع الذي قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة، واعتبر رحمون أن من أسوأ آثار الحصار واستمرار القصف والقتال هو قطع الأشجار لأجل التدفئة وطهو الطعام حيث لم يعد أمام الناس سوى ذلك للمحافظة على حياة أطفالهم، في هذا الشتاء القارس، وأوضح أن قرى جبل الزاوية تعاني من نقص شديد في الغذاء وأن هناك 34 قرية أصبحت فيها الحياة شبه مستحيلة لفقدان لقمة العيش، خاصة بعد فقدان الطحين واستهداف قوات الأسد للأفران، واعتبر رحمون أن الجيش الحر يقوم بما لديه من إمكانيات بمساعدة الأهالي لكن لا يستطيع تأمين ما يلزم عشرات الآلاف من السكان وخاصة مع اشتداد المعارك، وختم رحمون بالقول الوضع مأساوي جدا فلا يوجد «مازوت» ولا كهرباء ولا دواء ولا ماء وكل شيء مفقود ما عدا الموت بنيران قوات الأسد. وناشد رحمون المنظمات الدولية والمجتمع الدولي إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية والدوائية، إلى سوريا التي أصبحت كلها تعاني كما ريف إدلب. أطفال خطوا كلمة حرية في الثلج