فتحت قضية الطبيب المزيف بجدة ملفات جديدة لوافدين يتوقع أنهم تركوا أعمالهم الأصلية في مهن السباكة والكهرباء، ويسعون للالتحاق بوظائف الأطباء بشهادات مزورة منسوبة لجامعات معروفة بدول عربية. وذكرت صحيفة "الوطن" من مصادر مطلعة أن إلقاء القبض على الطبيب المزيف بجدة الأسبوع الماضي، أعاد حسابات رقابة الأطباء في إدارة الرخص الطبية وخاصة العاملين في المستوصفات الأهلية والعيادات الصغيرة، تمهيدا لإعداد قائمة بأسماء الأطباء والطبيبات الوافدين الذين يشتبه في عدم إلمامهم بالمهنة، أو الذين سجلت ضدهم شكاوى من قبل المرضى والمراجعين، ومن ثم إحالتهم إلى مرحلة فحص الشهادات واعتمادات ممارسة المهنة، وخاصة بعد ورود معلومات جديدة تشير إلى أن أطباء مزيفين آخرين يتوقع أنهم ما زالوا يعملون بذات الطريقة. وتزامنت المعلومات الجديدة مع قضية الطبيب المزيف الذي كان يعمل كهربائيا، وداهمته شرطة جدة الأسبوع الماضي لتورطه في ارتكاب أخطاء طبية في حق مرضى. وشددت المصادر على تخوف الجهات الرقابية من استغلال بعض العمالة الوافدة في مهن مختلفة وعلى رأسها الكهرباء والسباكة في فترة تصحيح الأوضاع الحالية، وطلب التعاقد مع مراكز طبية صغيرة أو في أحياء عشوائية بشهادات طب مزورة، وخاصة أن بعض المستوصفات والعيادات الطبية الأهلية، ما زالت لا تلتزم بشهادات ممارسة المهنة التي تمنحها هيئة التخصصات الصحية السعودية للأطباء القادمين إلى المملكة. وذكرت المصادر أن التحقيقات التي أجرتها شرطة جدة كشفت عن ارتكاب الطبيب المزيف خطأ طبيا بحق فتاة لم تتجاوز الثامنة من عمرها في أحد المستشفيات الكبرى بجدة، حيث كان يعمل الجاني، وكذلك صرفه أدوية خاطئة لا تناسب الطفلة مما تسبب في حدوث خطأ طبي جسيم ومضاعفات دخلت على إثرها العناية المركزة، فيما أكدت أن الضحية الثاني هو حارس العمارة السكنية التي يسكنها الطبيب المزيف، حيث صرف له حقنا بعد شكواه من ألم ليدخل بعدها الحارس في مضاعفات، وأن الطبيب المزعوم يقيم في المملكة منذ 11 عاما ويعمل كفني كهرباء، ولم يمارس الطب إلا منذ فترة قريبة بعد تزويره شهاداته بهدف الحصول على دخل مادي أكبر. ومن جهته، أوضح المتحدث الرسمي لشرطة جدة الملازم أول نواف بن ناصر البوق ل"الوطن" أن الطبيب المزيف الذي قبض عليه ما زال رهن التحقيق، وأن التحقيقات الأولية كشفت عن ارتكابه أخطاء طبية في حق طفلة وكذلك حارس العمارة التي يقطنها. وأضاف أن التحقيقات مع الجاني ما زالت مستمرة لمعرفة كافة الأخطاء الطبية والجرائم التي ارتكبها خلال فترة ممارسته الطب وعمله في المنشآت الصحية الخاصة التي عمل بها، موضحا أن دور الشرطة هو التحقيق معه فيما يخص التزوير الذي قام به بادعاء الطب بشهادة مزورة والسيارة المسروقة التي قام بتغيير "رقم الشاسيه" الخاص بها بهدف نقل ملكيتها لصالحه، ثم تحويله للجهات المختصة لمحاكمته، موكدا أن ما يخص الأخطاء الطبية المرتكبة من الجاني ستحال للهيئة الشرعية الصحية الطبية بجدة لمحاسبته على جميع ما ارتكب من أخطاء بحق المرضى. وشدد على أن رقابة الأطباء ليست من صلاحيات الشرطة ومع ذلك فإنها لن تتوانى عن الاستجابة لأي بلاغ يهدد أمن وصحة المواطن، مؤكدا أن التحقيقات التي تجريها الشرطة الآن بشأن القضية ربما تكشف عن قضايا أخرى مشابهة وتفتح الطريق لملاحقة مثل هؤلاء المزيفين. وكانت شعبة التحريات والبحث الجنائي بجدة تلقت معلومات تشير إلى وجود شخص يمارس مهنة الطب في مستشفى خاص في جدة تحت مسمى "طبيب عام" بشهادة طب مزورة، حيث جرى تشكيل فريق من شعبة التحري والبحث الجنائي تمكن من ضبط الطبيب داخل مسكنه، وبعد التحقيق معه اعترف بممارسته مهنة الطب قائلا إنه عمل في 4 منشآت صحية كبرى في جدة، وأنه اشترى الشهادة من أحد الأشخاص من جامعة عدن، ومن ثم زور معلوماتها، وأنه كان يعمل في مهنة فني كهرباء معدات زراعية.