قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنابل انفجرت في مدينتين تسكنهما أغلبية شيعية في جنوب العراق مما أسفر عن مقتل 30 شخصا. وأصيب العشرات في التفجيرات التي وقعت في شهر محرم الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى عاشوراء. وكثيرا ما تستهدف جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات السنية المتشددة الشيعة في مناسباتهم الدينية. وقتل ما يقرب من ألفي شخص في العراق هذا العام حتى الآن بعد انسحاب القوات الأمريكية في ديسمبر كانون الأول الماضي لتنهي غزوا قادته عام 2003 وأطاحت خلاله بالرئيس الراحل صدام حسين. ورغم أن العنف أقل كثيرا مما كان عليه خلال أوج العنف الطائفي في عامي 2006 و2007 وقع هجوم كبير واحد على الأقل كل شهر هذا العام. وتصاعدت التوترات بين الشيعة والأكراد والسنة في حكومة تقاسم السلطة منذ انسحاب القوات الأمريكية. ويتهم البعض رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي بمحاولة احتكار السلطة. كما يساور المسؤولين العراقيين القلق من احتمال اكتساب الإسلاميين قوة نتيجة الصراع الدائر في سوريا المجاورة حيث انضم إسلاميون متشددون إلى صفوف مقاتلي المعارضة الذين يحاربون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال نبيل محمد وهو مدير مستشفى في الحلة إن تفجيرين وقعا قرب مطعم بالمدينة التي تقع على بعد 100 كيلومتر جنوبي بغداد مما أسفر عن مقتل 28 شخصا. وذكر احسان الخالدي (39 عاما) وهو مدرس كان قرب مكان التفجيرين "بدأنا نوقف سيارات مدنية لنقل الجرحى إلى المستشفى لأنه لم يكن هناك ما يكفي من سيارات الإسعاف لنقلهم." وتناثرت بقع الدماء والأحذية والأشلاء وساعات اليد في مكان الحادث وأخذت نساء يضربن وجوههن وصدورهن حزنا على أقاربهن الذين قتلوا أو أصيبوا في الحادث. وقال الخالدي "العار على المسؤولين الذين يكتفون بالجلوس في مكاتبهم بينما تقع التفجيرات في المدينة يوميا." وفي مدينة كربلاء التي تسكنها أغلبية شيعية قال متحدث باسم مكتب الصحة في المدينة إن سيارة ملغومة انفجرت قرب محطة للحافلات يتجمع عندها الزوار الشيعة عادة مما أسفر عن مقتل شخصين. وعادة ما تزيد الهجمات خلال الفترة التي يحيي فيها الشيعة ذكرى مقتل الإمام الحسين. وقتل 14 شخصا في تفجير سيارات ملغومة استهدفت مواكب شيعية في بغداد يوم الثلاثاء. ولم يكن الشيعة وحدهم المستهدفين اليوم. ففي الفلوجة وهي مدينة تسكنها أغلبية سنية تقع على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد قالت مصادر أمنية وطبية إن ثلاثة أشخاص قتلوا عندما فجر انتحاري نفسه وسط مجموعة من الجنود كانوا يتجمعون للحصول على رواتبهم من بنك حكومي. كما قالت الشرطة إن عبوة ناسفة انفجرت قرب نقطة تفتيش في مدينة الموصل بشمال البلاد مما أسفر عن مقتل شرطي ومدني