شهدت بغداد أمس، سلسلة تفجيرات، نجم عنها سقوط 63 قتيلاً على الأقل في أول هجوم كبير يستهدف العاصمة العراقية منذ اندلاع أزمة بين الحكومة التي يقودها الشيعة ومنافسوهم من السنة بعد أيام فقط من انسحاب القوات الأمريكية. وإزاء ذلك، قررت رئاسة البرلمان العراقي عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل السياسية اليوم الجمعة بهدف «تدارك الوضع الأمني والسياسي». وفي أكبر تفجير منذ الانسحاب الأمريكي قال مسؤولون في الشرطة والصحة إن 18 شخصًا على الأقل قتلوا عندما فجر انتحاري سيارة إسعاف قرب مكتب حكومي في حي الكرادة، ما أدى إلى تصاعد سحابة غبار وتناثر أجزاء من السيارة الملغومة على روضة أطفال مجاورة. وقالت ميسون كمال التي تعيش في الكرادة «سمعنا صوت سيارة.. ثم مكابح سيارة ثم انفجار هائل.. كل نوافذنا وأبوابنا نسفت.. وملأ الدخان الأسود شقتنا». وقال متحدث باسم وزارة الصحة العراقية إن عدد القتلى بلغ 57 قتيلاً إلى جانب 179 مصابًا في أكثر من عشرة تفجيرات في بغداد. وقالت الشرطة إن قنبلتين مزروعتين في الطريق انفجرتا في حي العامل بجنوب غرب بغداد مما أسفر عن مقتل سبعة على الأقل وإصابة 21 آخرين في حين أن سيارة ملغومة انفجرت في منطقة شيعية بحي الدورة جنوبًا مما أسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة ستة. ووقع المزيد من التفجيرات في مناطق العلاوي والشعب والشعلة في الشمال وكلها مناطق تسكنها أغلبية شيعية وقالت الشرطة إن انفجارًا وقع قرب حي الأعظمية الذي تسكنه أغلبية سنية مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة. وانسحب ما تبقى من القوات الأمريكية من العراق في مطلع الأسبوع وكان قوامها بضعة آلاف بعد نحو تسع سنوات من الغزو الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين. وقال الكثير من العراقيين إنهم يخشون العودة إلى العنف الطائفي دون وجود قوات أمريكية عازلة. وبعد أيام من الانسحاب تواجه حكومة بغداد الهشة التي يجري اقتسام السلطة فيها بين الكتل المختلفة أسوأ أزمة منذ تشكلها قبل عام. وسعى المالكي هذا الأسبوع إلى اعتقال طارق الهاشمي النائب (السني) لرئيس العراق لاتهامات بتدبير اغتيالات وتفجيرات، كما طلب من البرلمان إقالة النائب (السني) صالح المطلك بعد أن شبه المالكي بصدام.