تصاعدت حادثة وفاة الطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل والبالغ من العمر ثمانية أعوام في مستشفى باقدو والدكتور عرفان بمحافظة جدة أخيراً، بسبب خطأ طبي بعد أن تم إخضاعه ل «التخدير» استعداداً لإجراء عملية في الأنف. وقال بيان صحافي للمستشفى صدر أمس (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه): «إن ما تم تناقله في بعض وسائل الإعلام من أن المستشفى أخفى الأوراق والمستندات الخاصة بحال الطفل الذي توفي بعد إجراء عملية في الأنف غير صحيح، إذ إن إدارة المستشفى تؤكد أنه حضر لديها أيام 13 و 14 و15/11/2012 أربع لجان مختلفة وتسلمت جميع الأوراق وملف المريض وكل ما طلب من مستندات». وأشارت في بيانها إلى أن «المستندات» المتعلقة بوفاة الطفل تم تسليمها لكل من الدكتور محمد بشير، والدكتور محمد ناصر وهما من الرخص الطبية، إضافة إلى مدير القطاع الخاص بصحة جدة الدكتور طارق بنجر، خلافاً للفريق المصاحب لهم، كما تم تسليم مستندات أخرى إلى مكتب المدير العام للشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة. وأوضحت أن وفاة الطفل حدثت نتيجة لخطأ فني خطير، إذ كان متمثلاً في قيام الشركة المسؤولة عن صيانة مخارج الغازات الطبية بالمستشفى من خلال فنييها بتغيير مخرج «الأوكسجين»، ووضع بدلاً منه مخرج غاز «النيتروجين». وقالت: «إن هذا التنفيذ تم منذ شهرين، ونظراً لعدم استعمال هذه الغرفة إلا نادراً في مثل هذه الحالات فلم يكتشف هذا الخلل الجسيم إلا بعد حدوث هذه الحادثة». وأوضحت إدارة المستشفى في بيانها، أن وزارة الصحة منحت في تقويمها للمستشفى منذ خمسة أشهر شهادة الجودة، فيما أن المستشفى حصل على نسبة 95 في المئة، بينما حصلت في الخدمات المكملة على نسبة 87 في المئة. من جهته، أكد استشاري التخدير والعضو الرئيسي في الهيئة الطبية الشرعية الدكتور عبدالحميد السعيد ل «الحياة» أن في مثل هذه الحالة والتي يكون فيها التقصير من جانب المنشأة في موضوع «الأوكسجين» من دون علم طبيب التخدير فإن الطبيب غير ملام. وقال: «إن أهم ما في الموضوع هو أن يقوم طبيب التخدير بالتأكد من وجود أوكسجين قبل البدء في العملية وأن الآلة الخاصة بضخ الأوكسجين تعمل بشكل جيد، ولابد من وجود أسطوانة أوكسجين خارجية وذلك لتوصيل المريض بها في حالات الطوارئ، كما أنه في حال كان الخلط حصل بسبب شركة الصيانة فإن الشركة هي من تتحمل هذا الخطأ الخطير». وكانت المديرية العامة للشؤون الصحية في محافظة جدة حظرت أخيراً، الطاقم الطبي من السفر، على خلفية وفاة الطفل، بعد أن أجريت له عملية جراحية في الأنف . وأكد مساعد مدير صحة جدة للخدمات الطبية الدكتور تركي بن صالح الشريف خلالها على أن مديرية الشؤون الصحية حظرت السفر عن الطاقم الطبي كافة، وكل من له طرف في هذه القضية مباشرة. وأشار إلى أنه تم تكليف لجنة طبية عاجلة فور علمها بموضوع «العملية الجراحية» التي تمت في أحد المستشفيات الأهلية أول من أمس، برئاسة مدير إدارة الرخص الطبية وشؤون القطاع الخاص في صحة المحافظة الدكتور طارق بنجر، وعضوية عدد من الاستشاريين المتخصصين في جراحات الأنف والأذن والحنجرة. وأضاف أن اللجنة الطبية قامت بالشخوص إلى المستشفى في الوقت ذاته، وعمدت للتحقيق في هذه الحادثة بالتحقق مما ورد في الشكوى المقدمة ضد المستشفى والاستماع إلى أقوال الأطباء والفنيين الذين باشروا حال الطفل.