(شرق) (رويترز) - اخفقت دول الخليج العربية في الاتفاق على تعزيز التكامل فيما بينها يوم الاثنين بعد قمة عقدت في الرياض اعتبرت جزءا من جهود سعودية لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد واحتواء سخط الشيعة في البحرين. وكان ساسة خليجيون روجوا لفكرة أن اجتماع الرياض سيؤسس لاتحاد اوثق بين البحرين والمملكة العربية السعودية التي ارسلت قوات في مارس اذار العام الماضي لمساعدة المنامة في سحق الانتفاضة على الحكومة. لكن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قال في مؤتمر صحفي بعد القمة التي استغرقت ساعتين ان المحادثات بشأن إمكان إقامة اتحاد بين الدول الست الاعضاء بمجلس التعاون الخليجي تأجلت إلى الاجتماع القادم المقرر في البحرين في ديسمبر كانون الأول. وقال ان المجلس قرر انشاء لجنة لمواصلة دراسة المقترح "حرصا على سير العمل ... وقرر ان يعرض (الاقتراح) على مؤتمر استثنائي بعدما تنتهي اللجنة وهي لجنة مكونة من وزراء الخارجية لدول المجلس ورئيس هيئة الاتحاد وهذا الذي جعل الموضوع يأخذ بعدا اكثر من اختيار من سينضم الى المجلس الان ومن سينضم فيما بعد الهدف منه جميع الاعضاء ينضموا اليه ... هذا سبب القرار الذي اتخذه القادة" ويدعو الاتحاد المقترح إلى تنسيق اقتصادي وسياسي وعسكري واقامة هيئة جديدة لاتخاذ القرار مقرها الرياض بدلا من الامانة العامة الحالية لمجلس التعاون الخليجي. لكن محللين يقولون ان الخطة تواجه عقبات كبيرة بين زعماء دول الخليج الذين يحرصون على حماية مصالحهم. ولم تمثل سلطنة عمان ولا الامارات العربية المتحدة بزعيميهما في القمة. وقال وزير الخارجية السعودي متحدثا عن البحرين انه لم يتم اتخاذ خطوات بشأن إقامة علاقات خاصة بين السعودية والبحرين رغم ان الدولتين ترحبان بتوطيد العلاقات بينهما. وقال الفيصل انه يوجد تعاون كامل بين جميع دول الخليج لاقامة الاتحاد. وتقود الاغلبية الشيعية انتفاضة في البحرين منذ اكثر من عام تطالب باصلاحات ديمقراطية مما اثار مخاوف السعودية من تأثيرها على الشيعة في منطقتها الشرقية المنتجة للنفط. وقال الوزير السعودي ان زعماء دول الخليج وافقوا على التوقيع على اتفاق توصل إليه وزراء الداخلية بشان تعزيز التعاون الامني وان الوزراء سيعملون "ليل نهار" في لجان اقتصادية وسياسية وامنية وعسكرية شكلت منذ قمة عقدت في ديسمبر كانون الاول للتمهيد لاقامة الاتحاد. وتشكل مجلس التعاون الخليجي عام 1981 بهدف مواجهة النفوذ العراقي والإيراني في ذلك الوقت. ورأس ملك البحرين وفدا كبيرا ضم وزير البلاط الملكي الشيخ خالد بن احمد وهو شخصية متشددة رئيسية داخل عائلة آل خليفة الحاكمة وينظر اليه على انه يعارض تقديم تنازلات للشيعة. وقال ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في بيان نشرته وكالة انباء البحرين لدى وصوله إلى الرياض "نتطلع اليوم إلى ما تعلقت به قلوب شعوبنا في قيام الاتحاد الخليجي." وبينما كانت الوفود تتأهب للاجتماع احرق محتجون اطارات سيارات في المنامة مما تسبب في صعود اعمدة الدخان فوق المطار. ويقول ناشطون ان نحو 81 شخصا قتلوا في اعمال عنف خلال الاضطرابات المستمرة منذ 15 شهرا. ومثل عمان والامارات اعضاء كبار من العائلتين الحاكمتين خلال القمة. ويقول محللون خليجيون ان بعض دول مجلس التعاون الخليجي لا ترحب بمزيد من التكامل خشية فقد سيادتها. لكن متشددين سنة في البحرين ايدوا فكرة اقامة اتحاد مع السعودية كسبيل لسحب البساط من تحت اقدام المعارضة الشيعية. وتتمتع عائلة آل سعود الحاكمة بعلاقات شخصية وثيقة مع آل خليفة في البحرين وغالبا ما يسافر مواطنون سعوديون إلى البحرين لقضاء عطلات نهاية الاسبوع عبر جسر يمتد خمسة وعشرين كيلومترا. وقال جاري سيك استاذ سياسة الشرق الاوسط في جامعة كولومبيا "يمكن للجميع تقريبا ان يقولوا من حيث المبدأ انهم يؤيدون الفكرة ولكن يمكنني القول إن السعودية والبحرين هما الوحيدتان اللتان تعتبران الفكرة جذابة على نحو خاص." والسعودية هي اكبر دول الخليج واكثرها قوة. وكانت الامارات وسلطنة عمان انسحبتا من مشروع للعملة الموحدة كان سيشمل اقامة بنك مركزي لدول الخليج في الرياض. ولا يرى كل السعوديين ان التكامل فكرة جيدة. ويقول عبد الله الشمري وهو محلل سياسي سعودي انه اذا انضمت السعودية للبحرين فانها تغامر باستيراد مشاكلها. وفيما يتعلق بإيران تتهم دول الخليج طهران بتأجيج الاضطرابات الاخيرة في البحرين وهو اتهام تنفيه طهران. واتسم رد فعل طهران بالقلق على مقترحات الاتحاد بين دول الخليج. وكانت قد اثنت على الانتفاضة في البحرين بوصفها "صحوة اسلامية". وجاء في بيان لاعضاء البرلمان الإيراني وعددهم 190 اليوم الاثنين "تعرف السعودية وحاكم البحرين ان هذه الاجراءات التي تتسم بالحماقة ستجعل دون شك الشعب البحريني اكثر وحدة ضد المحتلين." وانتقد الفيصل إيران لاعتراضها على الاتحاد . وقال "ايران تهديدها واضح ما اعتقد انها تخفي التهديد...فالتهديد ان كررته غير مقبول ومرفوض ." وطالب بحل سياسي للنزاع بين إيرانوالامارات حول الجزر الثلاث. وتابع "ليس لإيران من قريب أو بعيد أي دخل مما يقوم به البلدان من اجراءات حتى لو وصلت إلى طريق الوحدة فهذا شيء يخصهما ولا يخص إيران."