أكد العاهل السعودي الملك عبد الله أن أمن الوطن ودول الخليج العربية مستهدف، داعيا دول مجلس التعاون الخليجي إلى تجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد وضم الصفوف في "كيان واحد". وقال الملك في الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي: "لا شك بأنكم جميعا تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا". وبدأت محادثات المجلس بعد صلاة المغرب أمس الاثنين في الرياض ومن المتوقع أن تستكمل بعد ظهر يوم الثلاثاء. وأشار الملك عبد الله أيضا إلى أنه ينبغي لدول مجلس التعاون الخليجي التكيف مع الظروف الجديدة في الشرق الأوسط بعد الانتفاضات التي اجتاحت بعض البلدان العربية هذا العام. وقال "لقد علمنا التاريخ وعلمتنا التجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا". وتابع: "ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع وحقيقة الضعف وهذا أمر لا نقبله جميعا لأوطاننا وأهلنا واستقرارنا وأمننا. لذلك نطلب منكم اليوم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد". وربما يشير العاهل السعودي إلى سعي إيران إلى إشعال اضطرابات داخلية في دول الخليج العربي وتأليب الأقلية الشيعية في كل دولة ضد النظام الحاكم، إلى جانب مؤامرة إيران لقتل السفير السعودي في واشنطن، وهي المؤامرة التي كشفتها الولاياتالمتحدة في أكتوبر الماضي. وكانت السعودية قد اتهمت قوة أجنبية لم تذكر اسمها بالتحريض على هجوم عنيف قام به بعض أبناء الأقلية الشيعية على مركز للشرطة في المنطقة الشرقية. ونفت إيران الاتهامات. وزار وزير المخابرات الإيراني حيدر مصلحي الرياض الأسبوع الماضي في مسعى لتهدئة التوتر. وتعليقا على خطاب الملك، أكد مسؤول سعودي أنه جرت مناقشة فكرة تحويل مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول إلى اتحاد كونفدرالي من نوع ما نظرا لمخاوف المجلس بشأن الوضع الإقليمي، ولكن المناقشات كانت غير رسمية مضيفا أنها فكرة للمستقبل. وقال جمال خاشقجي وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة سعودية وله صلة قوية بعدد من الأمراء إن هذا ممكن. وأضاف أن كل بلد له نظام سياسي مختلف وأن هذا سيتطلب إرادة سياسية مشيرا إلى الإمارات العربية المتحدة كنموذج ممكن حيث تنفرد كل إمارة بشؤونها الداخلية ونظامها السياسي مع وجود سياسة خارجية واقتصادية موحدة للدولة. وقال محمد عبد الغفار المستشار الدبلوماسي لملك البحرين إنه إذا وجدت الإرادة السياسية لإقامة مثل هذا الاتحاد فستكون الفكرة أكثر واقعية. أما بعض المحللين السياسييين فقد رأوا أنه من المستبعد أن تسمح البلدان الأصغر بمزيد من الوحدة السياسية مع وجود دولة كبرى مهيمنة مثل السعودية. واعتبر جاري سيك المحاضر في سياسات الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا في الولاياتالمتحدة أن الاختبار الحقيقي لفكرة تعزيز الوحدة كوسيلة لمواجهة تهديد محتمل يتمثل في التعاون العسكري بين تلك الدول. ويتخوف الخليجيون من التدخل الإيراني المتزايد في المنطقة، خاصة بعد أن اتهمت البحرين إيران بالتشجيع على العنف داخل أراضيها وحث الشيعة البحرينيين على الاحتجاج ضد حكم أسرة آل الخليفة السنية. كما قالت قطر في نوفمبر إنها اعتقلت بحرينيين على صلة بإيران قالت إنهم كانوا يخططون لمهاجمة السفارة السعودية في البحرين ونسف جسر يربط بين السعودية والبحرين. ونفت إيران الاتهامات التي أثارت التوتر في منطقة الخليج. وفي اليمن يقاتل الحوثيون الشيعة -بدعم من إيران- طلاب العلم السلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة، ويسعون لتوسيع نفوذهم ليشمل كافة المناطق الحدودية المطلة على الحدود الجنوبية للمملكة السعودية. وسبق أن اشتبك الحوثيون مع قوات الحدود السعودية عندما عبروا الحدود وحاولوا الاستيلاء على منطقة جبلية في جنوب السعودية. ووسع الحوثيون نفوذهم في شمال اليمن منذ الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تعصف بحكومة الرئيس علي عبد الله صالح.