احتفلت منظمة "العاد" اليهودية أمس الأول بامتلاك إسرائيل أهم الآثار عن تاريخ اليهود في العراق، واصفة الحدث ب"الانتصار الحقيقي للأمة اليهودية"، إذ استعادت جزءاً أصيلاً ومهماً، وهو الأفضل على الإطلاق من تراثها. وقد كشف مصدر مطلع أن الأرشيف اليهودي العراقي الذي تم الاستحواذ عليه كاملاً من قبل القوات الأميركية، تم تسليمه إلى تل أبيب التي أنشأت مبنى خاصاً به كلف نحو 3 ملايين شيكل، نظراً للتحصينات عالية التقنية التي صمم بموجبها، والتي تضمن السلامة من أية مخاطر سواء الكوارث الطبيعية أو القصف العسكري. وأضاف المصدر أن المدعو "ياد شاغال"، وهو ابن أول عمدة لتل أبيب بعد أن احتلها اليهود، يعمل حالياً في نصب الأرشيف اليهودي العراقي الذي تمت سرقته من العراق من الغرف المحصنة في مبنى الأمن القومي العراقي السابق مع تحف وآثار نادرة تعود لليهود في العراق، وهي لا تقدر بثمن. وأشار إلى أن قسماً خاصاً بالسفارة الأميركية يمثل ما يشبه 'السفارة اليهودية المصغرة"، عمل من 2003 على متابعة كل ما يتعلق بشؤون اليهود العراقيين وأموالهم، وإحكام التنسيق لنقل هذا التراث إلى إسرائيل. وأوضح المصدر أن قرابة 3 آلاف وثيقة و1700 تحفة نادرة توثق للعهود التي سبي خلالها اليهود في العراق، وهما السبي البابلي الأول والسبي البابلي الثاني، إضافة إلى آثار يهود العراق آنذاك، وإلى مدد أبعد من العهد البابلي مع أقدم نسخة ل"التلمود" عرفها العالم، وأقدم نسخة ل"التوارة" ومخطوطات كان النظام السابق قد تحفظ عليها ورفض كل أشكال المساومة لتسليمها، قد وقعت بيد الأميركيين إبان اجتياحهم العراق عام 2003، وقد تم إصلاح أغلبها بمقر متحف التاريخ الطبيعي والتراث العالمي في واشنطن على يد أمهر الخبراء العالميين، خاصة أن أغلب الوثائق كانت قد تعرضت للضرر بعد أن غطتها المياه في أقبية الأمن القومي الحصينة. يشار إلى أن منظمة "العاد" عملت على سرقة كل ما يخص اليهود في العراق عبر إدخال فرق مدربة من السراق، وبعثة متخصصة لحسابها إلى آثار الوركاء وأور نهبت خلالها آثاراً عراقية ثمينة بطرق مبتكرة لا تثير الشكوك بوجود عمليات تنقيب.