تواصل أمس (الأربعاء) تفاعل قضية السعودي حمزة كاشغري الذي سبّ الذات الإلهية والنبي محمد صلى الله عليه وسلم في تغريدة بثها موقع «تويتر»، ما أدى إلى إطلاق مئات الآلآف من التغريدات الغاضبة والمستنكرة. ففيما تواترت أنباء أمس عن تمكّن كاشغري من مغادرة السعودية إلى الأردن، ثم الإمارات، ومنها إلى دولة في جنوب شرق آسيا، قالت والدة الشاب البالغ من العمر 23 عاماً بحسب صحيفة «الحياة» أمس إنها تطلب منح ابنها فرصة. وسردت ل «الحياة» تفاصيل «يوم التغريدة» الذي أغرق بيت الأسرة في بحر من الدموع. وأوردت قناة «العربية» أمس نقلاً عن مصادر أن كاشغري غادر البلاد بوجه الغضبة العارمة التي أثارتها تغريدته المسيئة. بيد أن إعلان كاشغري توبته واعتذاره لم يخفف غلواء الغضب عليه، إذ أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بياناً أمس أكدت فيه أن ما صدر عن كاشغري من تطاول على الله تعالى، وسوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعد من أعظم أنواع الكفر. وأشارت إلى أن «علماء الإسلام في جميع الأعصار والأمصار أجمعوا على كفر من استهزأ بالله ورسوله أو كتابه أو شيء من الدين، وأن من استهزأ بشيء من ذلك وهو مسلم، فهو كافر مرتد عن الإسلام». وأضاف البيان أن «الواجب على ولاة الأمر محاكمته شرعاً، كما أن الواجب على عموم المسلمين الحذر من مثل ذلك، سواءً بالقول أو بالكتابة أو بالفعل، حذراً من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر». وبين الرجاء والخوف كانت كلمات «أم حمزة» تتدفق أثناء حديثها تكشف كل ما بداخلها من ألم، وعيون ساهرة تترقب. قالت: «أنا الآن أقصُّ للمسلمين حكاية ابني، أقول لهم هل من فرصة لابني؟ لا أطلب أكثر. اسمعوا مني أنا المؤمنة التي لا أرضى تقوّلاً على الله ولا على رسوله». واستطردت: «ابني لم يكمل ال23 من عمره، تربى في مدارس التحفيظ حتى وصل إلى المرحلة الثانوية. لا أذكر أنه في يوم حادثني، واضعاً عينه في عيني. لا أعلم كيف ومتى حدث كل هذا، كل ما أعرفه عنه أنه كان شديد القراءة لست ساعات يومياً، حتى إن كتابته في صحيفة «البلاد» لم تكن إلا قبل أشهر قليلة، وحين يؤخر الصلاة كنت أوبخه». وأضافت: «لا أعلم شيئاً عن موقع «تويتر»، فقط علمت بما كتبه حمزة بعد يوم واحد، رأيته مستيقظاً في الصباح على غير عادته، وجهه متغيراً يغلفه الخوف وكان مغتسلاً، جاء يسلّم عليّ، فشعرت أنني لا بد أن أحتضنه، وكأني شعرت أنه مبعثر أمامي، وسرعان ما بكى على صدري قائلاً: سامحيني يا أمي». وبعد صمت فرضه البكاء، قالت أم حمزة: «سألته ما بك يا حمزة؟ فقال: لا شيء، فقط متضايق. فسألته: هل أفطرت؟ فرد بأنه لا يرغب في الإفطار، ومع ذلك ألححت عليه أن يأكل، وحين عدت إليه، وجدت زوجي الذي هو والد حمزة يبكي، وحين سألته قال لي إن حمزة قبَّل قدمَه قائلاً: سامحني يا والدي فقد خذلتك، أنا تبت، حينها علمت ما حدث. رأيت ابني يبكي ويتشهد ويعلن توبته، ونحن متسمّرون أمامه، لا نملك إلا الدعاء، نشكو بثنا وحزننا إلى الله».