شيعت جموع غفيرة البارحة جثمان الطفل (الضحية) الذي قضى على يد والده قتلا فجر الخميس الماضي، وسط دموع الحزن والأسى على فراقه وفاجعة مقتله الأليمة، حيث ووري جثمان الطفل حدث الشرائع في مقابر المعلاة بعد أداء صلاة الميت عليه في المسجد الحرام عقب صلاة المغرب. حيث ظهر جليا على وجوه المشيعين الحزن والتأثر على فراقه، وكانت دموع جده لوالده تسابق دعواته بأن يرحم الله حفيده وأن يسكنه فسيح جناته، وكان أقرباؤه حريصين على التخفيف على جد الطفل من تعرض صحته للخطر خاصة أنه يبلغ ال 70 من عمره. وكان الطفل يعيش مع والدته بعد انفصالها عن والده (القاتل) نتيجة خلافات عائلية، وأصبح يتردد على زيارة جده لوالده في إجازة نهاية الأسبوع، وعبر أحد اقارب الطفل لوالده عن حزنهم والصدمة الموجعة التي ألمت بهم بعد سماع خبر مقتل الطفل، واصفا ذلك ب «الفاجعة المؤلمة على قلوبنا». وتحدث أحد أقارب الطفل والعبرة تخنقه فقال «كان الطفل متحليا بمكارم الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين، وحريصا على بره لوالديه». وعبر أحد اقرباء الطفل عن حزنه لفقده، مشيرا إلى أنه كان محبوبا لدى جميع افراد العائلة. وقال أحد أقارب الطفل الضحية «لم نستطع إبلاغ الجد بحقيقة وفاة حفيده، واكتفينا بالقول إنه توفي إثر تعرضه لحادث مروري، لإدراكنا أنه متعلق بحفيده ويحبه، ونخشى عليه من أن يتعرض لمكروه فيما لو علم بأسباب وفاته»، وأضاف مداح «إن الطفل المتوفى يبلغ 8 سنوات، ولم يثبت مطلقا أن والده كان تحت تأثير المخدر فور إقدامه على ارتكاب هذه الحادثة الأليمة، مشيرا إلى أن جميع أفراد العائلة يعلمون حجم تعلق الأب بابنه، والجميع في حالة هلع ودهشة كونه أقدم على ذلك على الرغم من حبه الشديد لابنه الوحيد، موضحا بأنه ليس له سوى ابن واحد، ولا يعاني من أي مرض نفسي وهو بكامل قواه العقلية.