(رويترز) - ارتفع عدد ضحايا اشتباكات بين قوات الامن المصرية ومحتجين في القاهرةوالسويس يوم الجمعة إلى خمسة قتلى وألوف المصابين من الجانبين بحسب مصادر طبية وأمنية. ووقعت اشتباكات عنيفة في مدينة الاسكندرية الساحلية ومدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية بدلتا النيل كما نظمت مظاهرات غاضبة في مدن أخرى احتجاجا على مقتل أكثر من 70 مشجعا بعد مباراة لكرة القدم في مدينة بورسعيد شمال شرقي العاصمة يوم الاربعاء. وقالت مصادر طبية وتقارير اخبارية ان اثنين من القتلى وأحدهما ضابط جيش سقطا في القاهرة بينما قتل الثلاثة الاخرون في مدينة السويس التي تقع شرقي العاصمة. وقال الطبيب ساهر شفيق الذي يعمل في عيادة ميدانية بالكنيسة الانجيلية المتاخمة لميدان التحرير لرويترز ان المتظاهر القتيل نقل الى العيادة بعد أن أودى بحياته استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الامن بكثافة على المتظاهرين في الشوارع المحيطة بمبنى وزارة الداخلية. وأضاف أن مصابين بطلقات خرطوش بدأوا يصلون الى العيادة وهي واحدة من عدة عيادات ميدانية قرب مسرح الاشتباكات بعد الساعة التاسعة والنصف مساء الخميس. وقالت تقارير في مواقع اخبارية مصرية ان ضابط الجيش دهسته سيارة شرطة أثناء رجوعها الى الخلف أمام مبنى وزارة الداخلية الذي تشارك قوات من الجيش في تأمينه. وقالت التقارير ان الضابط توفي متأثرا باصابته لدى وصوله الى مستشفى عسكري. واحتشد يوم الجمعة عشرات الالوف من المحتجين في ميدان التحرير القريب. وقالت المصادر الطبية بمدينة السويس ان متظاهرين قتلا في المدينة سقطا برصاصة في الرأس لاحدهما ورصاصة في الظهر للاخر خلال اشتباكات اندلعت ليل الخميس أمام مبنى مديرية الامن واستؤنفت يوم الجمعة في شوارع قريبة من المبنى. وقال مدير أمن السويس اللواء عادل رفعت في تصريحات تلفزيونية ان عدد القتلى في المدنية ثلاثة. ولم يدل بتفاصيل حول القتيل الثالث. وبينما قال شهود عيان ان الشرطة في مدينة السويس تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين قال رفعت ان خارجين على القانون هم الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين. وأضاف ان الخارجين على القانون اندسوا وسط المتظاهرين الذين يقدر عددهم بألفي شخص يخوضون معارك كر وفر مع قوات الامن. وقال شهود عيان ان اشتباكات عنيفة اندلعت بين ألوف المحتجين وقوات الامن في مدينة الاسكندرية أمام مديرية الامن في المدينة وان القوات تطلق قنابل دخان على المحتجين في عدد من الشوارع القريبة بينما يرد المحتجون الذين يطالبون بانهاء الادارة العسكرية لشؤون البلاد فورا بالقنابل الحارقة والحجارة التي انتشرت في الشارع. وقال ضابط كبير في المدينة ان قواته تتعرض لاطلاق رصاص حي. وقال شاهد عيان ان ثلاث مدرعات تطارد المحتجين في شارع أغلقه المتظاهرون. وأعلنت الحكومة الحداد ثلاثة أيام تنتهي يوم السبت على قتلى بورسعيد وقبل رئيسها كمال الجنزوري استقالة محافظ بورسعيد وأوقف مدير أمن المحافظة ومدير البحث الجنائي عن العمل وأحالهما للتحقيق كما حل الاتحاد المصري لكرة القدم وأحال أفراده للتحقيق لكن المحتجين حملوا المجلس الاعلى للقوات المسلحة المسؤولية. وقال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود انه قرر يوم الجمعة منع المحافظ المستقيل والاخرين ومسؤولين اضافيين من السفر للخارج لضمان مثولهم للتحقيق. وقال محتج يدعى أبو حنفي يبلغ من العمر 22 عاما وانضم الى الاحتجاجات في القاهرة بعد الانتهاء من عمله مساء أمس "سنبقى حتى نحصل على حقوقنا. هل رأيتم ما حدث في بورسعيد.." وقال شهود عيان في مدينة طنطا ان اشتباكات اندلعت بين قوات الامن وألوف المحتجين الذين رشقوا مبنى ديوان عام المحافظة ومبنى مديرية الامن المتجاورين بالقنابل الحارقة والحجارة. وقال شاهد ان اشتباكات عنيفة تدور في شوارع قريبة. ولاتزال الاشتباكات تدور في محيط وزارة الداخلية في وسط العاصمة يوم الجمعة. وأزاح متظاهرون حائطا خرسانيا يغلق طريقا رئيسيا قرب الوزارة اثناء الليل مقتربين من المبنى الذي أظهرت لقطات تلفزيونية ان اشتباكات تدور أمام احدى بواباته. ويرى مشجعون لكرة القدم أن الوزارة هي الملومة على كارثة الاستاد. وقال شاهد من رويترز انه سمع دوي اطلاق نيران وعثر على طلقات خرطوش على الارض في أحد أماكن الاشتباكات. ودعت 28 جماعة شبابية ناشطة وحزبا سياسيا الى احتجاجات حاشدة يوم الجمعة فيما أطلقوا عليها "جمعة الغضب". وفي تصريحات للتلفزيون المصري قال المسؤول في وزارة الصحة هشام شيحة "الاف المصابين تم نقلهم (الى المستشفيات وعيادات ميدانية) من الجانبين... من قوات الامن والشباب." وأضاف "هناك مصابون من الاطقم الطبية (العاملة) في سيارات الاسعاف." وتابع أن معظم الاصابات اختناقات بالغاز المسيل للدموع الذي تطلق قوات الامن قنابله على النشطاء في أكثر من شارع حول وزارة الداخلية. وتابع أن الاصابات كسور وجروح وكدمات وسحجات. وكانت المنطقة قد شهدت قبل شهرين اشتباكات عنيفة بين الشرطة ونشطين يرون أن وزارة الداخلية لم يشملها الاصلاح بعد انهاء حكم مبارك. وقال منشور حمل توقيع المشجعين الذين يعرفون بالالتراس ان الجرائم التي ارتكبت بحق القوى الثورية لن توقف الثورة ولن تخيف الثوار. وتحطم الكثير من المتاجر في السويس علاوة على واجهة بنك قناة السويس. وطوقت الشرطة مقر قطاع الامن الوطني بالسويس ومجمعا تابعا لوزارة العدل بالاسلاك الشائكة وتوقفت سبع سيارات محترقة على مقربة. وتناثر الزجاج في الشوارع. وقال شهود عيان ان قوات الجيش عاودت الانتشار في المدينة بعد الاشتباكات بعد أن كانت خففت وجودها في الشوارع. ويرى منتقدون للمجلس انه جزء من نظام مبارك وعقبة أمام التغيير. ويقدم المجلس نفسه في المقابل على أنه حامي ثورة 25 يناير ووعد بتسليم السلطة الى رئيس منتخب بحلول نهاية يونيو حزيران. وقال صفوت الزيات وهو محلل عسكري ان أعمال العنف ألحقت مزيدا من الضرر بصورة المجلس العسكري الحاكم. وأضاف لرويترز أن الاحداث الحالية تدفع باتجاه الاسراع في تسليم السلطة للمدنيين. وشارك عشرات الالوف من النشطاء في مظاهرات احتجاج يوم الجمعة في مدن الاسكندرية وكفر الشيخ وطنطا والمحلة الكبرى والمنيا والزقازيق وأبو حماد وشبين الكوم .