قد يتلبس الحزن نفوسا فقدت عزيزا عليها ، ويبالغون بالحزن ، فيسكنهم اليأس ويخضعون له بالسمع والطاعة ليحملهم الأخير على بساط الكآبة برحلة مرهقة و طويلة لا نهاية لها ولا مخرج، ويتفنن بنزعهم وإسقاطهم في بحر السواد ، تماما كما سيطر الحزن على السيدة الجزائرية "خوخة" والذي أدى بها إلى احتلال كوخ مهجور لا يبعد عن قبر ابنها المتوفى سوى بضع أمتار. فقد هجرت السيدة خوخة الحياة الطبيعية في المدينة لتعلن الحداد لمدة أربعين سنة كاملة ، وتسكن في كوخ مهجور ومظلم بمقبرة "ميلة" ، والذي لا تتوافر به ضروريات الحياة من ماء وكهرباء وغاز ، حزنا على ابنها الوحيد الذي فقدته عندما جرفته السيول في أحد فيضانات ميلة، بحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية. وإلى ذلك أفاد عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض عبد الرحمن بن عبد الله السحيم أن الحداد على الميت لمدة عام كامل لا يجوز لأنه من عادات الجاهلية ، فالحداد على الميت هو ثلاثة أيام فقط ما عدا الزوج فإن المرأة تُحِدّ عليه أربعة أشهر وعشرة أيام ، إلا أن تكون حاملا فينتهي حدادها بانتهاء عِدّتها ، وذلك بِوضْع الْحَمْل.