منذ نهاية شهر آذار الماضي والشمس تمر بفترة هدوء مغناطيسي لم تشهدها منذ أكثر من مئة عام أي منذ بداية القرن العشرين وهو موعد رصد سطح الشمس الفعلي ، وذلك كما أكدته المراصد الفلكية الشمسية ومنها مرصد "سوهو" ونشرته وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" على موقعها الالكتروني. هذا الهدوء المغناطيسي النادر الذي تمر به الشمس حاليا تم كشفه من خلال خلو سطح الشمس من البقع الشمسية ، وهي من أهم العلامات التي تظهر على سطح الشمس أثناء حدوث النشاط المغناطيسي الشمسي ، حيث لم تظهر أي بقعة شمسية على سطح الشمس منذ شهر آذار الماضي أي منذ حوالي الشهر ، وهذه الحالة لم يسبق أن سجلتها المراصد الفلكية العالمية منذ سنة م1913 حتى الآن. إضافة لذلك فقد سجلت المركبات الفضائية التي تدور حول الشمس مثل المركبة "اوليسيس" سجلت انخفاضا ملموسا على نسبة الرياح الشمسية والجسيمات الكهربائية القادمة من الشمس ، وحسب هذه الأرصاد فقد سجلت المركبة انخفاضا للجسيمات المشحونة كهربائيا بنسبة وصلت إلى 87 بالمائة وهي نسبة لم يحدث أن سجلتها أي مركبة فضائية منذ بداية عصر الفضاء. الغريب في الموضوع أيضا أن الفلكيين يتوقعون حدوث نشاط مغناطيسي شمسي مميز بداية العام م2012 وهو موعد الدورة الشمسية التي تحدث كل 11 عاما تقريبا ، حيث تزداد النشاطات المغناطيسية الشمسية قوة وتظهر أعداد كبيرة من البقع الشمسية على سطح الشمس وتتعرض الأرض نتيجة لذلك إلى سيل كبير من الجسيمات المشحونة كهربائيا ، فتؤثر على الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية ورواد الفضاء ، كما تؤثر عادة على الأقمار الصناعية وقد يتعطل بعضها كما حدث خلال الدورات الشمسية السابقة ، وهناك دراسات حديثة بينت انه ربما للنشاطات الشمسية علاقة بالتغيرات المناخية على الأرض ، لذلك فهل يمكن أن تكون فترة الهدوء التي تمر فيها الشمس حاليا هي الهدوء الذي يسبق العاصفة؟.