منذ بداية شهر نيسان الماضي والشمس تمر بفترة هدوء مغناطيسي ونشاط متدن وهو ما لم تشهده منذ بداية القرن العشرين أي منذ أكثر من قرن ، حيث اختفت البقع الشمسية عن سطح الشمس وهو الدليل على أن الشمس في فترة هدوء غير معهودة ، كما أكدت المراصد الفلكية الشمسية ضعف الرياح الشمسية القادمة من الشمس وهي التي تسمى "الرياح الشمسية" بنسبة تصل إلى 87 بالمائة ، حيث قلت كثافة الجسيمات الكهربائية والأشعة غير المرئية مثل أشعة اكس والأشعة فوق البنفسجية وأشعة ألفا وبيتا وغاما. هذه الحالة النادرة التي تمر فيها الشمس لم يكن يتوقعها أي من الفلكيين وعلماء الفيزياء الشمسية ، حتى أن علماء الفلك والفيزياء الفلكية يتوقعون حدوث نشاط شمسي مميز وان الشمس ستمر في دورتها الشمسية خلال عام م2012 حيث ستزداد البقع الشمسية وستزداد الرياح الشمسية كثافة وتؤثر بالتالي على الاتصالات والمركبات والأقمار الصناعية ورواد الفضاء. لكن السؤال الهام الذي يطرحه هواة الفلك والخبراء في هذا المجال وهو هل للحالة النادرة التي تمر بها الشمس تأثير على المناخ على الأرض وهل سنشهد هبوب رياح وعواصف في غير موعدها؟ أو حالة جفاف في مناطق رطبة مثلا؟ الحقيقة أن عددا من خبراء الفيزياء الشمسية اجروا دراسات مختلفة حول علاقة البقع الشمسية والنشاطات الشمسية بالتغيرات المناخية على الأرض ، وتوصلوا إلى نتائج تقول انه قد تكون للبقع الشمسية علاقة بالتغيرات المناخية لكنها لم تثبت بشكل نهائي بعد. وبحسب الدراسات السابقة فقد مرت الشمس بفترة هدوء مغناطيسي ما بين عام 1645 و 1715 وأدى هذا الهدوء إلى حدوث ما يشبه العصر الجليدي المصغر في أوروبا حيث تجمد نهر التايمز لفترة من الوقت. نشر الفيزيائي الشمسي البروفيسور "مايك لوكوود"من جامعة ساوثامبتون تقريرا علميا حول الموضوع قائلا: انه لا دليل مؤكدا لنا حتى الآن على مدى تأثير الهدوء المغناطيسي الشمسي على المناخ والطقس ، وربما الحديث ما زال مبكرا عن هذا الموضوع ، كما انه حتى الآن لم تسجل مراصد الطقس العالمية أي تغير في معدل درجة حرارة الأرض ، وإذا ما كان لهذا الهدوء الشمسي تأثير بالفعل على المناخ والطقس فسوف يسجل بالتأكيد.