جاء قرار الحكومة الأردنية بترخيص عمل الأردنيات في النوادي الليلية بمثابة سكب النار على البنزين حيث سرت حالة من التذمر والاستياء الشديدين في أوساط عديدة من مختلف طبقات المجتمع. وفي رد فعل مبدئي أدان الإسلاميون القرار الحكومي الذي يسمح للفتيات الأردنيات بالعمل في النوادي الليلية، بعد أن كان العمل في هذه المرافق مقتصرا على وافدات. ونقلت جريدة "القدس العربي" اللندنية عن محمد عواد الزيود، مسئول الملف الوطني في حزب جبهة العمل الإسلامي، قوله في بيان صحفي: "إن قرار وزارة العمل السماح للأردنيات بالعمل بالنوادي الليلية والملاهي قرار مدان ومرفوض"، وطالب الحكومة بالاعتذار الى الشعب الأردني وإقالة وزير العمل. واعتبر الزيود أن القرار يعكس تخبط الحكومة في سياساتها وقراراتها وجرأتها على الأحكام الشرعية وعلى قيم الأمة وتقاليد الوطن المصانة، وشدد على أن القرار يتحدى منظومة القيم والسلوك التي يتميز بها المجتمع الاردني المحافظ، وينطوي على إساءة بالغة لكل حرائر الأردن ورجاله، وينبغي أن لا تمر بدون مساءلة. وكان سمير مراد وزير العمل اتخذ بداية العام الحالي قرار يسمح وللمرة الأولى في تاريخ المملكة للفتيات الأردنيات بالعمل في النوادي الليلية، وقبل ذلك كان اصحاب النوادي الليلية يستقدمن فتيات من المغرب ومصر ولبنان للعمل لديها كون القوانين المرعية في المملكة تحظر عمل الأردنيات بمثل هذه المرافق. وأشار الزيود إلى أن "العمل الاسلامي" يرفض القرار المشار اليه، اذ انه يتعارض مع اساسيات الاخلاق وحقوق المرأه والتي يفترض أن تكون دائما مصانة وبعيدة عن كل مواطن الفساد والافساد. وشدد الزيود على أن الحزب يرفض وجود مثل هذه النوادي وعمل الأردنيات أو غير الاردنيات فيها، ويطالب الحكومة بالمسارعة إلى الغاء ترخيصها. وطالب القيادي الإسلامي مفتي عام المملكة وقاضي القضاة وعلماء الدين ببيان رأي الشرع واصدار الفتاوى حول القرار المذكور و"تعرية كل الممارسات والقرارات التي تسئ إلى عقيدة الأمة استجابة لإملاءات خارجية معادية لديننا واعرافنا وتقاليدنا". كما أن من شأنها "اشاعة الفتن والفساد والعفن لاسيما في ظل الاستهداف والاخطار التي يواجهها هذا الوطن من عدو يتربص به ويسعى جاهداً لافساد شبابه وشاباته في ظل ما يسمى بالتطبيع الاخلاقي".