ليس متبعاً، حتى لدى الفلسطينيين أنفسهم، رفع علم فلسطين في الأعراس، لكن أحد اليهود المتدينين، من فئة "الحريديم"، احتفل في الآونة الأخيرة بعرسه مع المعازيم تحت رفرفة العلم الفلسطيني في حالة نادرة وغريبة، لكنه فوجئ بردة فعل غاضبة لم يتوقعها من أحد المدعوين الذي حاول إنزال علم فلسطين، لكن محاولته باءت بالفشل بعد أن انقض عليه معظم المدعوين وخلصوا العلم من بين يديه، ورفعوه من جديد متراقصين فرحين. وتعود القصة لحفل زفاف في مدينة القدس تم في الآونة الأخيرة لابن الحاخام موشيه هيرش، رئيس حركة "ناطوري كارتا"، اليهودية المعادية للصهيونية. ورفع هذه الفئة للعلم الفلسطيني ليس غريباً فقد سبق أن رفعته في مناسبات عديدة لكن الطريف أن رفع العلم جاء أثناء حفل الزفاف. فخلال الحفل قام عدد من أتباع الحركة برفع علم فلسطين وقاموا بالرقص وهم يرفعونه، وانضم العريس الفرح إليهم في هذه اللقطة، لكن هذا المشهد لم يرُق لأحد الحضور، وقد استفزه رفع العلم فهجم عليه وسحبه من أيديهم محاولاً وضع حد لما لم تحتمله عيناه. لكن الأمر لم ينته هنا، فقد جاءت ردة الفعل سريعة وغاضبة وعنيفة إلا حد ما، إذ اشتبك أتباع الحركة مع ذلك الشخص، واستعادوا العلم من جديد ليعودوا إلى رقصهم. يُشار إلى أن "ناطوري كارتا" حركة يهودية أرثوذكسية ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود دولة إسرائيل. يصل عدد أتباعها إلى نحو 5000 شخص، يتواجدون في القدس ولندن ونيويورك. تم تأسيسها في سنة 1935. وتنادي الحركة بخلع أو إنهاء سلمي لإسرائيل، ومن قناعاتها أن اليهود ممنوعون من الحصول على دولة خاصة بهم حتى مجيء المسيح. ويركز أتباع هذا المذهب على الأدب الحاخامي الذي ينص على أنه وبسبب خطايا اليهود فإنه تم طردهم من أرض إسرائيل. كما أنهم يعتبرون - بناء على التلمود البابلي - أن أي محاولة لاسترداد أرض إسرائيل بالقوة هي مخالفة للإرادة الإلهية. ويعتقدون أن إعادة دولة إسرائيل ستتم فقط عندما يأتي المسيح. وسبق أن أقر الحاخام موشيه هيرش بأن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هو القائد الشرعي والقانوني لدولة فلسطين التي تشمل ما يعرف بإسرائيل.