عندما يفتقد الأنسان الى السعادة وعندما تقل لحظاتها أو تنعدم في حياته وعندما يبدأ اليأس بالتسلل الى احلامه فإنه يحاول جاهداً الخروج مما يحيط به من إحباطات بأي ابتكار قد يساعده في التخفيف من احزانه ويرسم الابتسامة على محياه حتى لو كانت ابتسامة بطعم الدموع ... ومن تلك الابتكارات التي يبتدعها الناس أنهم يحوّلون حياتهم وكل ما يحيط بهم الى صوره ساخرة يرسمون فيها كل ما يدور حولهم بقالب كوميدي ساخر ينتقد كل الامور والقرارات التي قد لا توازي آمالهم وتطلعاتهم نحو مستقبلهم وذلك بتناولها من جوانب أُخرى وتناقلها بصورة ساخرة متهكمه تجد لها في الغالب قبولاً واسعاً لدى أغلب فئات المجتمع الذي اصبح يتفاعل ويستجيب لمثل تلك الاخبار اكثر من أي وقت مضى.... وهذا فعلاً هو ما يحدث بيننا حالياً ولو دققت النظر في ما يثار في وسائل التواصل جميعها بلا استثناء ستتعجب من الكم الهائل من الأخبار التي تسخر من كل تفاصيل حياتنا وسيتضح لك مدى الجهد الذي يُبذل في سبيل صناعتها وإنتاجها . وهناك في علم النفس يقال ان هذه الروح الساخرة غالباً ما تخفي ورائها الكثير من الأحزان ..... وبالتأكيد فأن هذه الثقافة بدأت ترسخ وتأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الناس وهي من الثقافات التي يجب الاهتمام بها وتطويرها وهي تزداد توهجاً متى ما وجدت البيئة المناسبة التي تكثر فيها التخبطات في اتخاذ القرارات خاصةً ما يمس منها حياة الناس بشكل مباشر حتي لو أنها تذهب أحياناً الى الاصطياد في الماء العكر إلا إنها تشكّل وسيلة فعاله ومؤثره في توجيه الانتقاد بشكل قد يكون لاذع في كثير من الاحيان وهو يجد له دائماً اصداء وتفاعل اكبر عند العامة .... السؤال هُنا هل أصبحنا وأصبحت حياتنا مثاراً للسخرية ؟ وأننا فعلاً ينطبق علينا المثل القائل ( شرّ البليّة ما يُضحك ) وأن كل ما يُصاغ ويُنشر من سخريه ما هو إلا نتيجة للحزن الكامن في داخلنا . أم أن الجواب عند التاريخ الذي يخبرنا بحقيقة مُرّه مفادها أنه متى ما رأيت الناس بدأت في صناعة وإنتاج النكتة فاعلم أنهم بدأوا يشعرون بالفقر والجوع ...