برهنت المملكة العربية السعودية من خلال إعلانها عن استعدادها لاستضافة قمة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة الأوكرانية وإيجاد حلول دبلوماسية لإنهائها مدى ثقلها السياسي العالمي ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات الدولية حيث تسعى الرياض منذ ثلاث سنوات لحل النزاع وتحقيق الاستقرار العالمي ومن هنا تظهر المملكة كطرف أساسي في جهود إيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية على الساحة الدولية وتعد هذه الخطوة امتدادًا لجهود المملكة في الوساطة الدولية خاصة بعد دورها في مفاوضات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا عام 2022 واستضافتها مشاورات دولية بشأن الأزمة الأوكرانية في جدة عام 2023 وقد أشادت الدول الكبرى بدور المملكة المؤثر في السعي لتحقيق السلام مما يعكس التزام السعودية بنهج الحياد الإيجابي والتوازن في علاقاتها مع القوى الكبرى وبذلك أكدت القيادة الرشيدة حفظها الله مكانتها كوسيط موثوق في النزاعات الدولية مما يرسّخ قدرتها على اتخاذ خطوات فاعلة على مستوى العالم وتكتسب القمة أهمية كبيرة نظرًا لتعقيدات الملف الأوكراني وتباين المواقف بين موسكو وواشنطن وبالنسبة لترمب فإن نجاح القمة قد يعزز موقفه السياسي ويدعم توجهاته في التعامل مع القضايا الدولية بينما ترى روسيا في هذا اللقاء فرصة لتخفيف الضغوط الاقتصادية والعسكرية المفروضة عليها وفي الوقت ذاته يظل نجاح القمة مرهونًا بإمكانية التوصل إلى تفاهمات واقعية بين الأطراف المعنية مما يفتح المجال أمام فرص جديدة في معالجة الأزمة ومن هذا المنطلق لا شك أن استضافة المملكة لهذه القمة في حال انعقادها ستسهم في رفع مكانتها كلاعب دبلوماسي مؤثر على الساحة الدولية ورغم التحديات فإن المبادرة تعكس طموح السعودية للقيام بدور فاعل في تحقيق السلام العالمي مما يفتح المجال أمام احتمالات جديدة لحل النزاع الأوكراني عبر الحوار والتفاوض ويؤكد الدور الفاعل الذي يمكن أن تلعبه المملكة في الساحة السياسية العالمية.