أدرك"بشار" (وقد طوق نفسه بما يحكم عليه الحصار، بأمور لا تحتاج إضافات عما قُدِّمَ من استفسار.. أكان مصدرها "الكرملين" .. المطوقة مبانيه الرسمية ومكاتبه الرحبة الفضفاضة بعازل الصوت كي لا يصل لشاغليه من الشعب السوري المُعذب أي استغاثة أو أنين ، أو كان من بقايا حكومة الظل المكونة من أسرة تناغمت (مذ صباها إلى أن شاخت) على امتداد عقود مع ايجابيات منزوعة بأسى وحرقة من صدور أشباه العبيد الموظفين للخدمة بأعلى الرتب المفعمة ملابسهم بأوسمة تتلألأ في احتشام كلما دنى مرتديها من بصائر من استبشر بانتهاء العمر الافتراضي لهؤلاء الحكام ، الذين ما حصدت من زرعهم "العظيمة سوريا" سوى الفاقة والجور والانزواء لدرجة العدم) .. أدرك "بشار" بالغضب على تصرفاته يتكاثر، فعجز أن يُلْصِقَ بذاته ذاك الابتكار ، أن يلجأ إلى سوريا (المنكوبة بوجوده) ويقدم لها الاعتذار. إسرائيلي ذاك الذي همس في أذنه بهذا الاقتراح / الابتكار ليخرج بدم في وجهه ، والإسرائيلي ذاك المعروف بصداقته للمتحدث عنه ... يعلم جيدا أن اصفرار محيا " بشار" لن تسعفه حتى مساحيق كليوباترا المُحْتَفَظُ بها من الزمن الفرعوني في حفرة أو بهو أو قبر لم يكتشف بعد. لكن المعلم ( المفلطح والمنبعج) الناطق الرسمي خارج الحدود نصح سيده مع ما تبادلا من كلام : بأن الاعتذار معناه الاعتراف بالذنب المرتكب ، وسيبعد عن الحلم المستحيل باقي الحلفاء الأحباب ، وربما يكون السبب الأمثل للقذف بنا من أي باب ، أكان لهذا المقام،أو لمبنى المحكمة أو أي باب والسلام. ... ما عساكم أن يتلهى بها من أشياء ، من ضاق بهم المكان والزمان، وأصبحوا كحرف العلة الأجوف .. في فعل "كان" بين ناري "كاف"الكي و"نون" النهاية منتظرين قصاص آخر الصف ؟؟؟. ... صراحة أصبح "بشار" وفريقه في هذا المضمار ، لا يهدأ لهم جفن ولا خاطر لا ليل ولا نهار، حتى إن نفخ منهم صبي لاعبا بالمزمار، حسبوه صفارة إنذار .. عن صاروخ سينقلهم قبل الأوان لعالم آخر .. حيث تنتظرهم "النار" .. وبئس القرار . (يتبع) مصطفى منيغ مدير النشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل