نبارك للوزراء والمسئولين الجدد الثقة الملكية والمنصب القيادي .. وبالدخول سريعا في لب الموضوع، فهل نبارك للعاطلين بإيجاد وظائف والمواطنين بقمع التجار المغالين وإيقاف الغلاء، وهل تتحسن خطط الاقتصاد وننوع مصادر الدخل أم ننتظر نضوب البترول، وهل سيتقدم التعليم بأبناء البلد وبدون تصنيفات عالمية، وماذا عن الشورى أيصبح عملها مفيدا فعلا أم نوم وأوقات للراحة كما شاهد الجميع أحد الأعضاء. وعلى خلفية إعلان وزارة الخدمة المدنية توظيف 14000 متقدم للوظائف الصحية تنفيذا للأمر الملكي الصادر منذ 7 أشهر، فهل كان هناك خلل في السابق واكتشفه الوزير الجديد. ونتمنى أن تكون وظائف جدارة هذه المرة على قدر المعلن وبدون تناقضات في التصريحات كدليل على ترقيع المرقع، ولو فعلها الوزير وثبت كل البنديين وأقر كل الكوادر واعتمد الترقيات المتأخرة، لكانت سابقة في تاريخ الخدمة المدنية. أعتقد أننا يجب أن نركز على التعليم والصناعة بعد تغيير النظرة القاصرة لهما بأنهما مرفقين من مرافق الوطن فقط، بل يجب التعامل معهما باهتمام أكبر وبعناية فائقة لأنهما الاستثمار الحقيقي، ولنا في بعض الدول الغربية أمثلة عملية وفي ماليزيا مثال أقرب وأوضح. يلزم على وزارة التربية والتعليم حتى تواكب التقدم العالمي، الاهتمام بمدخلات التعليم وعمليات التعلم وطرقه الحديثة المدعمة بالتقنية حتى تكون المخرجات أفضل من الموجود، كي نكسب جيلاً قادر على البناء وفاعل في المجتمع، وبالتالي نستطيع أن نتحرر من الخبير والعامل الأجنبي، وبدلا من توطين وهمي للوظائف نوفر للقطاع الحكومي وللشركات سعوديين قادرين على العمل بجودة عالية ونوفر للشركات سعوديين للعمل بمناصب قيادية وإدارية عليا قادرين على إدارة دفة التنمية الشاملة. والحديث عن وزارة التجارة ذو شجون .. فيا حبذا لو تجرد الوزير عن تبعات المنصب وأكمل مشواره بنفس الطموح والإنتاجية كما كان في هيئة المدن الصناعية، وعندها سوف نضمن بإذن الله تحقيق الكثير من طموحات المواطن كتثبيت الأسعار ومكافحة الغش التجاري وكسر احتكارية التجار، وعلى الصعيد الاقتصادي سنشاهد تطورا صناعيا وتقنيا لم يسبق له مثيل. وعطفاً على موضوع الشورى فالمضحك المبكي أنهم يطالبون بأوسمة، بالتأكيد أنها غير مستحقة حتى هذه اللحظة وأعتقد أنني لن أجد من يخالفني هذا الرأي إلا من الأعضاء أنفسهم، ولا أعلم قبل الآن أن الأوسمة الملكية والعسكرية والمدنية وغيرها بجميع تصنيفاتها ودرجاتها تُطلب بل تُعطى لمن يستحقها، فماذا قدم مجلس الشورى مقارنة بالدول الأخرى، وهل حقق ولو بعض احتياجات وتطلعات المواطن السعودي؟. ولو سنحت لي الفرصة لاقترحت على وزير الاقتصاد والتخطيط تحسين سمعة الوزارة بالتخطيط الذاتي أولاً ثم التخطيط بمشاركة الوزارات المعنية بالخطط كما هو الحال الآن، ومن ثم إثبات ذلك بنشر الخطط والنتائج وتوثيق جهود الوزارة في الإعلام الداخلي والخارجي حتى لا تُجير الجهود كلها للوزارات الأخرى فقط، فهل نحتاج إلى مهاتير محمد أم لدينا مثله وأفضل؟. نكزة : الجوالات بها كاميرات فلا يغركم سكوت الحضور وخوف المرافقين، وتنبهوا لها أيها المسئولين عند مقابلة المواطنين، وقولوا للناس حُسنا بدلا من التصريفات ولا تنعتوهم ببعض الصفات، وتذكروا بأن المنصب لو دام لغيركم ما وصل إليكم فلا يكون شعاركم "كرسي الوزير لا يطير" والله أعلم سلطان الشهري