يقول الحق تبارك وتعالى ((وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ)) ويقول سبحانه كناية عن السامري : ((فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ، أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى )). والقصة معروفة في كتب التفسير وهي باختصار أنه عندما ذهب نبي الله موسى عليه السلام إلى ميقات ربه في جبل الطور استغل رجل من بني إسرائيل يقال له هارون السامري الموقف وصنع لبني إسرائيل عجلاً من الحلي التي عندهم وألقى فيه قبضة من تراب فرس جبريل عليه السلام عندما رآه يوم غرق فرعون قال تعالى ((قَالَ بَصُرْت بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْت قَبْضَة مِن"أَثَر الرَّسُول فَنَبَذْتهَاوَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي)) وبهذا افتتن بنو اسرائيل وصدقوا بأن العجل هو ربهم وإلههم ................ واليوم تتكرر قصة السامري ولكن بصورة مختلفة وطريقة أخرى تدل بما لايدع مجالاً للشك على زيغ وضلال كل أركان النظام السوري المجرم.... إن مافعله نظام بشار وأعوانه من محاولة إضفاء الشرعية ثم الزعامة المطلقة ثم الإلوهية والعياذ بالله لهو دليل واضح على تغلغل الإجرام والحقد الدفين في هذا النظام. لقد تمادى هذا النظام وفقد الشرعية والأهلية بغدره وقتله للشعب السوري المسلم حتى وصل الحال ببشار أن أضفى عليه بطانته صفة الألوهية وانطبق عليه قول الشاعر محمد بن هانئ الأندلسي يتزلف للسلطان المعز لدين الله الفاطمي الرافضي : ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار هذا الذي ترجى النجاة بحبه وبه يحط الاصر والأوزار هذا الذي تجدي شفاعته غدا حقا وتخمد إن تراه النار تعالى الله عما يقول علواً كبيراً. وبهذه الأعمال والأفعال فقد النظام السوري شرعيته وحفر قبره بيديه منتظراً سقوطه بين عشية وضحاها... وان غداً لناظره قريب. كتبه / ابراهيم بن صالح اللميلم