إذا رأى البعض في الصراع صراع حدود أو جوهره سياسي ويبني خطته في إدارة الصراع أو الحل على هذا الأساس فالأغلبية من الطرفين ترى فيه غير ذلك ؛ رواد الفكرة الصهيونية والمؤسسين للدولة العبرية مثل بن غوريون حتى هرتسل مؤسس الحركة الصهيونية ومن بعده تلامذة فلاديمير جابوتنسكي زعيم الحركة الصهيونية التصحيحية مناحم بيغن وشامير وشارون وأخيرا نتنياهو و غيئولا كوهين "جذر القضية تاريخي. هذه ليست سلامة سياسية. هذه سلامة تاريخية ؛ أنت تصل إلى الصخرة ؛ هذه صخرة وجودنا. يمكن الضحك من التعبير ، ولكن على هذه الصخرة تفجر كل شيء . لا يا اوباما أنت لا تستطيع ؛ كل حل لا يكون تاريخيا لن يكون سياسيا ، ولن يكون واقعيا ؛ كل حل يأخذ منا القدس لن يكون قائما ، وكل حل يجلب إلى هنا دولة لا تعترف بنا كدولة يهودية سيجر حربا وليس سلاما. إذن أنا أعرف مصر لم تعترف بإسرائيل كدولة يهودية كما يقولون لي ، ولكن هذا يختلف ؛ مصر لا تطالب بأرضنا". هذه هي الأساسيات ليس بمقدور احد أن يفقدها لا السياسي منه ولا حتى المواطن العادي . سياسة التشويش على الفكرة من قبل الداعين لمشاريع السلام الذين لم يلحظوا تلك المقابر التي نصبت لكل المشاريع السياسية لحل الصراع في الشرق الأوسط ؛ غيئولا واليمين الحاكم " يدعو اوباما إلى زيارة مقابر مشاريع السلام للشرق الأوسط ؛ ليتنزه قليلا بين شواهد مشروع روجرز، صيغة كلينتون ومشروع بوش . وقريبا مشروعه سيجد نفسه عميقا في التراب. وبدلا من إعطاء درس لنتنياهو فليحاول أن يفهم لماذا دفن كل شيء". يبدو أن السيد أبو مازن و نتنياهو كلاهما عالق بين استئناف عملية المفاوضات من جهة والمصالحة بين حماس وفتح من جهة أخرى ؛ ليفني ؛ نتنياهو وجد في المصالحة الذريعة الآن لكي لا يجري تفاوضا مع حكومة حماس " ؛ مع ان ليفني نفسها ترفض التفاوض مع حماس إلا أنها لها تكتيك آخر غير الذي يمارسه نتنياهو ؛ " الشخص الذي يسمعني ويسمع نتنياهو يمكنه أن يعتقد أن هذا هو الشيء نفسه لكن الأمر ليس كذلك ؛ صحيح كلانا يعتقد انه لا يمكن محادثة حماس ؛ لكن ماذا نفعل مع هذا الآن ؟ كيف نتقدم؟ أتوقع من رئيس الحكومة أن يجري النقاش الحقيقي ؛ ما هي القرارات التي من الصحيح اتخاذها للتوصل الى تسوية ؟ أرى انه يجب علينا بلوغ ثلاثة أشياء وهي: أن نربط العالم بمصالح إسرائيل ، وان نتوصل إلى تسوية ، وان نُحدث تطبيعا للعلاقات بالعالم العربي المتغير." ليفني تشعر بالقلق من التطرف اليمين الإسرائيلي المستوطنون يشوشن على العقل الإسرائيلي والمنطق والمدنية التي ترتكز عليها في خطابها للعالم ؛ هذا التوصيف والتعريف التي استندت إليها السياسة الإسرائيلية بوصف الصراع بين الديمقراطية الغربية وثقافتها والإسلام المتطرف ، المتطرفون في ممارستهم الجانحة الأخيرة حرق مسجد بلدة المغير – حيث أدين من قبل الخارجية البريطانية - وهي ليست المرة الأولى أو قتل المواطنين الفلسطينيين على الحدود اذ لا داعي لذلك في رأي المعارضة ؛ المعارضة الإسرائيلية العلمانية تحذر من تحول الصراع إلى صراع ديني في المنطقة وهي تعكس تخوفها من ذلك على خطتها بضرب مصالح إسرائيل مع العالم والتوصل للتسوية والتطبيع مع العالم العربي . كشفت صحيفة هآرتس، عن خطة وضعتها وزارة الخارجية الإسرائيلية لإحباط المحاولة الفلسطينية للحصول على اعتراف بفلسطين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في شهر أيلول القادم، وأهم بنود الخطة، 'إقناع' الدول بعدم الاعتراف بفلسطين. و قالت هآرتس: إن الخارجية الإسرائيلية، أرسلت برقيات سرية لدبلوماسييها في الخارج عن الخطة، تحت عنوان: 'إحباط المحاولة الفلسطينية في الأممالمتحدة- تعليمات للعملية'، كما وألغت جميع الإجازات للدبلوماسيين الإسرائيليين في شهر أيلول. مع أن الجهات الرسمية تعترف بصعوبة المهمة ؛ مدير عام الخارجية يصف خطته بالقول: 'المهمة ليست بالسهلة، لكن بجهود مشتركة، يمكن أن نحقق الهدف الذي وضعناه أمامنا'. الإستراتيجية الإسرائيلية قامت بالأساس على دفن كل ما يسمى بمشاريع السلام ؛ فهي لا تؤمن بهذا المضمون ، حيث ترى بالوجود الفلسطيني السياسي مسا بشرعية إسرائيل 'علينا التعامل مع المبادرة الفلسطينية على أنها تمس بشرعية إسرائيل، وإن الخطوة الفلسطينية محاولة للحصول على أهدافهم ليس بواسطة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وهذا يكسر القاعدة الوحيدة لحل الصراع بالمفاوضات بين الطرفين' الإشكالية القائمة في الجانب الفلسطيني انها سربت للاعلام معارضتها لخطة سبتمبر ووصفتها بانها تسبب ضررا للقضية الفلسطينية عاكسة حالة التردد الفلسطينية والمناورة البائسة التي يقوم بها عريقات اذا وافق نتنياهو على خطة اوباما سيتراجع الجانب الفلسطيني عن خطته للعودة الى طاولة المفاوضات -كلام يحمل في طياته خطورة تتقاطع مع ما تقوله تسيفي ليفني الفرق " إنني بخلاف نتنياهو أقول أن الاتفاق بين فتح وحماس لم يُحقق بعد ؛ فلم تنشأ بعد حكومة جديدة ؛ فبدل أن نعلن ما الذي لن نفعله ، ومن الذي لن نُحادثه ، أعلن من الذي سنُحادثه ؛ قُل انك تُجري تفاوضا فقط مع حكومة تقبل شروط الرباعية ؛ فإذا كان أبو مازن يعتقد احتمال التفاوض فسيُجهد نفسه لإنشاء حكومة ذات صلة - أما الخارجية الإسرائيلية " شكلت طاقما أطلقت عليه 'مجموعة أيلول'، يترأسه يعقوب هداس، رئيس قسم الشرق الأوسط ، والذي سيعمل على تحليل الإمكانيات إمام الفلسطينيين، وما هي السبل لإحباط المحاولة الفلسطينية ". السؤال هل اعددنا فريقا متوافقا لخوض تلك المعركة في الأممالمتحدة ؟