الصراع بالعراق اليوم .. والذي كشف بوضوح وجود تياران يتصارعان بقوة.. وهذا الصراع بدأ منذ تأسيس العراق .. ومرورا بفترة الزعيم عبد الكريم قاسم.. لتصل لما بعد 2003.. لتبرز بعد انتخابات عام 2010.. تكشف تيارين هما: 1. التيار الاول: (الاستقلاليين) الذين يطالبون باستقلال العراق وقراره السياسي عن المحيط الاقليمي والمحيط العربي السني والجوار.. وتمثل بنهاية الخمسينات وبداية الستينات بتيار قاده الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله.. وانصار الوطنية العراقية بالشارع العراقي.. ويتمثل اليوم 2010 بتيار عراقي يطالب بعدم تدخل دول الجوار والمحيط العربي السني ومصر وايران وتركيا بالشان العراقي.. ويرفض هذا التيار الزيارات المكوكية للكتل السياسية لعواصم تلك الدول ومخابراتها.. ويؤكد هذا التيار على ضرورة ان يكون القرار العراقي داخلي وليس خارجي. 2. التيار الثاني.. يتمثل بتيار (الهيمنة الاقليمية على القرار السياسي بالعراق) اللاستقلاليين.. والمتمثل بالاسلاميين والقوميين.. والذي وصل الحال بهم للمطالبة بالغاء العراق كدولة وجعله اقليم تابع للقاهرة.. بنهاية الخمسينات والستينات (أي الغاء العراق كدولة وجعله جزء "قًطر" من دول خارجية) على اساس قومي فاشي.. ويتمثلون اليوم بكتل سياسية واحزاب تطرح علنا (لا استقلال للعراق عن المحيط الاقليمي والجوار).. أي هيمنة الجوار على القرار السياسي العراقي. واسباب نزعة كلا التيارين هما: 1. عقدة الاقلية لدى السنة العرب بالعراق.. تدفعهم للاستقواء بالمحيط الاقليمي العربي السني الخارجي.. على الداخل العراقي (الشيعي والكورد) مما جعل العراق ساحة للصراع والانقلابات وعدم الاستقرار..لذلك نرى انقلابات عام 1963 وعام 1968 وتمرد الشواف عام 1959 كلها حصلت بدعم من المحيط العربي السني وراس الحربة فيها القاهرة.. ومكنهم من ذلك اجنداتهم من التيار القومي والديني.. ضد التيار الوطني. 2. عقدة المعارضة السياسية.. التي استقوت هي الاخرى بالمحيط الاقليمي والجوار على الانظمة الحاكمة بالعراق.. فادمنت هذه المعارضة عقدة الرضوخ للجوار والمحيط الاقليمي حتى بعد وصولها للحكم بعد عام 2003.. والغريب كذلك ان نرى الانظمة الحاكمة بالعراق ي انظمة جاءت بانقلابات عسكرية مدعومة من الجوار كذلك.. (ما عدا فترة عبد الكريم قاسم). 3. زرع اسفين العنصرية والطائفية بالعراق منذ تأسيسه.. حيث تم استيراد حاكم اجنبي عربي سني حجازي.. لحكم العراق.. وفرض هوية للعراق جزئية قومية عربية دون الهويات القومية الاخرى المتعددة بالعراق وما تعني من اثارة النزعة القومية بين القوميات العراقية.. بالمحصلة كانت رسالة بان (العراق يحكمه الغرباء).. و (العراق لا يحكمه شعبه.. وان القرار السياسي بيد غيره.. ولا مكان للهوية الوطنية العراقية الخالصة المتجردة من أي صفة جزئية بالعراق) ؟؟؟؟؟ وهذا ما تسبب بوصول الفاشيين العنصريين لحكم العراق وما تسببوا بمقابر جماعية على اساس قومي وطائفي. 4. تشكيل العراق من ثلاث مكونات متنافرة ذات امتدادات جغرافية متباينة.. والذي ادى لعدم استقرار العراق واستمرار نزيفه الدائم.. جعل مفهوم الوطنية العراقية المتجردة من أي صفة قومية او مذهبية او عشائرية او عائلية او أي صفة جزئية اخرى.. يتم محاربتها من قبل ذوي النزعة القومية والدينية المسيسة للدين.. ومكن المحيط العربي السني والجوار من التدخل بالعراق عبر (الاسلاميين والقوميين).. مثال ذلك تصريح احد زعماء الكتل السياسية بالعراق وهو شخصية معممة (بان العراق جزء من العالم الاسلامي والعربي) و (ان العراق عربي) ؟؟ مبررا زيارته لعواصم المحيط العربي السني وطرحه ازمة الحكومة العراقية على طاولة رؤساء تلك الدول الاجنبية عن العراق.؟؟؟ والتي تعني بالمحصلة (تبرير تدخل الجوار بالشان العراقي حتى في تشكيل حكومته) ؟؟؟؟؟؟ ومن ما سبق يتبين بان العراق يحتاج الى قانون لتنظيم الاحزاب.. وقانون للانتخابات..يضع مفاهيم التربية الوطنية العراقية الخالصة.. وسياقاتها بالعمل السياسي.. وكذلك ضرورة اصدار قوانين حازمة تخضع كل من الحكومة والمعارضة.. اليها .. ويقع كل من يخالفها تحت طائلت القانون.. اذا ما صدر من أي جهة سياسية او حكومية او معارضة.. ما يفهم ولو مجرد فهم دعوة المحيط الاقليمي والمحيط العربي السني والجوار للتدخل بالعراق باي شكل من الاشكال.