الاستاذ حسن -1 لعل القارئ الكريم يتسائل من وكيف ومتى ولماذا وما العلاقة التي تربطني في عنوان كهذا ولكن الله قدر أن أرى الأستاذ حسن بعد غيبة طويلة , سنين طويلة مضت ولم أكن أتصور عددها إلا عندما فتحنا مفكرة الذكريات بحلوها ومرها . حيث كان الاستاذ حسن شاباً بعقل رجل كهل , لا يحكم على الأمور الا بعد تفحص الرجال وان كان يتسرع في بعض الأحيان , وعلى أية حال أرى أن ما وراء هذا ليس ما أريده حيث التقيته مؤخراً في فلسطين - الأرض المباركة - أثناء زيارتي الى (الضفة الغربية) روى لي حكايات وذكريات وتتبعت بعضها , وما أجمل أن يتذكر الإنسان ماضٍ كنا قد صنعناه وأخشى أن نكون قد أضعناه . فالأستاذ حسن هو الرجل المتوازن في معظم الأمور لا يميل نحو اليمين ولا نحو الشمال , مدرس يعتبر أن التدريس أمانة ومهنة شريفة ومؤتمن عليها وقليل ما هم يشعرون بذلك من أبناء مهنته أو حتى جيله , فان صحت الأولى قد لا تكون الثانية , والعكس ليس دائما صحيح . ومما روى الاستاذ حسن حيث قال : أنه يدرس الطلاب وبكل أمانة - شهد له معظم من التقيته وعلى رأس اولئك الموجه التربوي والذي تربطني به صلة قرابة – ومن رحم المعاناة أقوم بدوري كما ينبغي (وربما أكثر للحرقة التي تلازمه على قضايا أمته) ويقوم الأستاذ حسن بالتدريس الخصوصي لطلاب الثانوي في بيته المتواضع وبنشاط المُجِد والذي أمضى عقود من الزمن كي يحصل عليه وما أجمل ذلك البيت حين تدخله , فتشعر أن السعادة كامنة في زواياه , لا تبرح المكان الا وينتابك شعور المتعة فيختلط عليك الأمر أهي من المكان أم من صاحبه . قلت للأستاذ حسن حدثني عن الأوضاع ولعلي أقصد الأوجاع حيث أعتقد كما يعتقد القارئ الكريم بأن فلسطين تزخر بقصص وحكايات فرضها واقع وعايشها أناس حري بنا أن نحترمهم , لا بل نقبل جباههم ولما نوفيهم حقهم . استأنف قائلاً يا من تعيشون بالخارج لعلكم تتقنون فن الاستماع ونحترم لكم ذلك وتتأثرون وتتألمون وتستمتعون وحق لكم كذلك . ولكن معالم الاستشعار تختلف فالذي يجري على الأرض يختلف كثيراً فليس الذي يسمع كالذي يشاهد وليس الذي يشاهد كالذي يعايش الحقيقة وليس الذي يعايش الحقيقة كمن يعيشها بكل معالمها وليس الذي يمارس هذا كله كمن يكون في قلب الحدث حيث يصنع أو يصنعه . كلمات معبرة بقي رنينها في أذني , فقلت إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة .